عادات وتقاليد رمضان في العراق
حل علينا شهر رمضان شهر الخير والعطاء شهر الصبر والفلاح، رمضان
الشهر المميز الذي ينتظره المسلمون بشوق ومحبة في جميع البلاد العربية
والاجنبية، لما له من اهمية خاصة تميزه عن بقية أشهر السنة الاخرى. ولشهر
رمضان في العراق نكهة خاصة حيث تبدأ التحضيرات لهذا الشهر الكريم قبل
بدايته فيقوم الناس بشراء المواد الغذائية التي يحتاجونها في تحضير وجبات
الافطار والسحور وهي تكون متنوعة تشمل المواد الغذائية الاساسية والحلويات
والعصائر التي تجهز في اكثر الاحيان في البيت. والشيء المميز في العراق ان
غالبية الناس يلتزمون بشعائر شهر رمضان من صيام وصلاة وقراءة للقرآن فالذين
لايصلون اصلا يلتزمون فيه بالصلاة ويقرأون القرآن، وحتى النساء غير
المحجبات يرتدين الحجاب خلال شهر رمضان، فنجد فيه الالتزام الواضح بين الكل
حتى بين صغار السن ممن هم دون سن التكليف، إذ يحرص أولياؤهم عادة على
أمرهم بالصيام وغيره من العبادات تدريبًا لهم على العبادات منذ الصغر. اما
المساجد فتمتلئ بالمصلين من مختلف الفئات العمرية الذين يؤدون صلاة
التراويح، ويؤشر ذلك بسبب زيادة الوعي الديني والابتهال والتقرب الى الله
ليذهب عن العراق الاحتلال الامريكي الذي عاث بارضه فساداً، الارض التي
شرفها الله سبحانه وتعالى بنزول غالبية الانبياء والمرسلين، وكثرة مراقد
الائمة والصحابة الاطهار فيها. ولهذا الشهر في العراق عادات وتقاليد منذ
القدم تتمثل بكثرة الزيارات بين الاقارب والجيران تتبادل فيها الدعوات على
وجبة الافطار، والتي من شانها زيادة الالفة والمحبة بين العوائل العراقية،
ولكن في الوقت الحاضر بدأ العراقيون يقللون من هذه الزيارات بسبب الوضع
الامني المتدهور في بغداد فهذا الشي اصبح تحقيقه صعباً بين الاقارب الذين
يسكنون في مناطق متباعدة (لان قبل متظلم الدنيا لازم نكون بالبيت).
لعبـة المحيبـس
مع حلول شهر رمضان المبارك من كل عام تنتشر لعبة المحيبس التراثية في
الشارع العراقي الشعبي بشكل لافت للنظر وتستهوي هذه اللعبة آلاف العراقيين
من لاعبين ومشجعين، وتمارس في الأحياء والمقاهي الشعبية منذ مئات السنين.
وقد اشتهرت في اقدم المحلات البغدادية القديمة كالكاظمية والاعظمية
والجعيفر والرحمانية فتقام مباريات بين ابناء المنطقة الواحدة، وبين
المناطق المتجاورة مثل المباريات التي تقام كل عام بين منطقة الكاظمية
ومنطقة الاعظمية.
تتكون اللعبة من فريقين كل فريق يتكون من عدد من الأشخاص قد يتجاوز العشرين
و يجلس الفريقان بصورة متقابلة وبشكل صفوف ويقوم أحد أشخاص الفريق الأول
بوضع خاتم (محبس) بيد أحد أشخاص فريقة و يتم أختيار أحد الأشخاص من الفريق
الثاني ليعرف (يحزر) مكان الخاتم، و يتم تسجيل النقاط لكلا الفريقين حسب
عدد المرات التي تمكن خلالها من معرفة مكان الخاتم، والفريق الذي يحقق الحد
الأعلى من النقاط (21 نقطة) هو الفائز.
ومن طقوس هذه اللعبة أن يتناول الفريقان والجمهور بعد انتهائها بعض
الحلويـات العراقيـة المعروفـة (بالزلابية والبقلاوة) التي يتحمل ثمنها
الفريق الخاسر.
تهدف لعبة المحيبس الى تقوية أواصر المحبة والصداقة بين أبناء الحي الواحد،
والتعارف وتوطيد المحبة والألفة بين ابناء المناطق المختلفة.
اما في الثلث الأخير من شهر رمضان ويبدأ الناس بالاستعداد لاستقبال عيد
الفطر المبارك من خلال تزيين البيوت لاستقبال المهنئين من الجيران،
الأقارب، والأصدقاء، وتقوم ربات البيوت بصنع الحلويات والمعجنات خاصة
(الكليجة) لتقديمها مع العصائر للضيوف الذين يأتون في العيد. كما يتم تجهيز
ألعاب الأطفال (المراجيح، الزحليكات، دولاب الهواء) في الساحات والمناطق
الشعبية.
طبخات رمضان
تختار ام البيت لكل يوم من ايام رمضان هذه الاكلات: شوربة، تشريب ،هريسة،
كبة والغالب تكون كبة حلب،كبة برغل،كبة حامض،مخلمة، باجه، عروكَ كباب مشوي
او مقلي، تكة ،دولمةومحلبي، زردة حليب،حلاوة تمر،مع الحلويات: بقلاوة،
زلابية، برمة،قطايف،شعر بنات ولبائع حلويات رمضان نداء خاص ومنغم وطريف
ايضا يعلن فيه عن سلعته.. زلابية وبقلاوة وشعر بنات ،وين اولي وين ابات
ابات بالدربونة اخاف من البزونة ابات بالمحطة تجي عليه البطة. ورمضان فاتن
بلياليه فبعد صلاة العشاء يذهب البغاددة الى المقاهي للتسلية بلعب لعبة
المحيبس او لعبة الصينية اما النساء فانهن ينشغلن بتهيئة ملابس العيد
وخياطتها وعمل الكليجة.اما اولاد والصبيان فيلعبون مع اقرانهم من اولاد
المحلة مختلف الالعاب الشعبية السائدة وداع رمضان. في اليوم الاخير من شهر
رمضان يقف المسلمون فوق السطح وعلى احواض المنائر لمراقبة هلال شوال وعند
رؤيته يودعون شهر رمضان قائلين: الوداع ياشهر رمضان الوداع ياشهر الطاعة
والغفران.