برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionمن امثال العرب Emptyمن امثال العرب

more_horiz
أغيرة وجبنا!
يضرب مثلا للرجل يجتمع فيه عيبان، وأصله أن رجلا تخلف على قتال عدوه، وترك الحي يقاتلون، ثم رأى امرأته تنظر إلى القتال، فضربها، فقالت: أغيرة وجبناً! " ، فذمت هذا المرأة الغيرة، وهي من أحمد أخلاق الرجال. وقال جرير يمدح الحجاج:
أم من يغار على النساء حفيظة ... إذ لا يثقن بغيرة الأزواج
وقال أبو نواس
ومن دون عورات النساء غيور
قال إبراهيم بن المهدي في المعتصم، وقد نالت الروم طرفاً من أطراف المسلمين:
يا غيرة الله قد عاينت فانتقمي ... تلك النساء وما منهن يرتكب
فهب الرجال على أجرامها قتلت ... ما بال أطفالها بالذبح تنتحب!
وهو أول من قال: " يا غيرة الله " فخرج المعتصم من وقته إلى الروم، فكان فتح عمورية.
ورأى رجل مع امرأته رجلا فقتله، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أقتلته؟ قال: نعم. قال: أحسنت، ومن يعد فعد.
وقريب من معنى المثل قول الشاعر:
جهلا علينا وجبناً عن عدوكم ... لبئست الخلتان: الجهل والجبن


أنا تئق وصاحبي مئق، فكيف نتفق!

التئق: السريع إلى الشر، والمئق: السريع البكاء. يضرب مثلا لسوء الموافقة في الأخلاق. وقالوا: التئق: الممتلئ غضباً، يقال: أتأقت الإناء، إذا ملأته. والمئق: القليل الاحتمال، الجزوع من أدنى مكروه.
وأصله أن رجلين كانا في سفر، فساءت أخلاقهما، فقال أحدهما ذلك! والسفر يورث ضيق الأخلاق.

وقالوا: لا تعرف أخاك حتى تغضبه، أو تسافر معه. وسمي السفر سفراً، لأنه يسفر عن الأخلاق، أي يكشف عنها، وسميت المكنسة مسفرة؛ لأنها تسفر التراب عن وجه الأرض، فتنكشف، كما تسفر المرأة نقابها عن وجهها. وقالوا: الحريص والمسافر مريضان لا يعادان. وقال بعضهم يمدح رجلا:
أبلج بسام وإن طال السفر
وقال علي رضي الله عنه: السفر ميزان القوم.

أعطي العبد كراعاً فطلب ذراعاً

يضرب مثلا للرجل الشره، يعطى الشيء فيأخذه ويطلب أكثر منه. والمثل لام عمرو بن عدي جارية مالك وعقيل ندماني جذيمة، وذلك أن عمرو بن عدي، ابن أخت جذيمة فقد زماناً، ثم ظفر به مالك وعقيل، فقد ماله طعاماً فأكله واستزاد، فقالت أم عمرو: " أعطي العبد كراعاً فطلب ذراعاً " ، ثم جلس معها على شراب، فجعلت تسقيهما وتدعه، فقال عمرو:
تصد الكأس عنا أم عمرو ... وكان الكأس مجراها اليمينا
وما شر الثلاثة أم عمرو ... بصاحبك الذي لا تصبحيناً
ثم عرفاه، فقد مابه على جذيمة، فاستجلسهما فنادماه، ولم ينادمه أحد قبلهما، وكان يزعم أنه ليس في الأرض من يصلح لمنادمته؛ ذهاباً بنفسه، فكان ينادم الفرقدين، يشرب قدحاً، ويصب لكل كوكب منهما قدحاً، حتى نادمه مالك وعقيل، فقال متمم بن نويرة:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معاً
يعني كنا كالفرقدين لا نفترق. وقال غيره:
تقول أراه بعد عروة لاهياً ... وذلك رزء لو علمت جليل
فلا تحسبي أني تناسيت عهده ... ولكن صبري يا أميم جميل
ألم تعلمي أن قد تفرق قبلنا ... خليلا صفاء مالك وعقيل!

إنك لا تشكو إلى مصمت
يضرب مثلا لقلة اهتمام الرجل بشأن صاحبه؛ وأصله قول الشاعر. " يخاطب جمله " :
ِإنك لا تشكو إلى مصمت ... فاصبر على الحمل الثقيل أو مت
ونحوه قول الراجز:
يشكو إلى جملي طول السرى ... يا جملي ليس إلي المشتكى
الدرهمان كلفاني ما ترى ... شد الجواليق وجذباً بالبرى
صبراً قليلا فكلانا مبتلى
والمصمت: المشكي المعتب، وأصله من الصمت، وهو أنك إذا شكوته أعتبك فتصمت عن الشكاية.















عدل سابقا من قبل حميدة العسكري في الخميس يوليو 19, 2012 12:24 am عدل 1 مرات

descriptionمن امثال العرب Emptyرد: من امثال العرب

more_horiz
البرق اللامع


حميدة العسكري


موضوع لطيف ومميز


جهد تشكرين عليه


تقديري

descriptionمن امثال العرب Emptyرد: من امثال العرب

more_horiz
مجلوب رائع جدا


ننتظر المزيد المزيد


تحيتي



descriptionمن امثال العرب Emptyرد: من امثال العرب

more_horiz
شيرين كامل كتب:
مجلوب رائع جدا


ننتظر المزيد المزيد


تحيتي






اسعدني مرورك غاليتي

امتنان كبير ومحبتي

descriptionمن امثال العرب Emptyرد: من امثال العرب

more_horiz
Share on facebookShare on favoritesShare on googleShare on twitterShare on printShare on liveShare on yahoobkmShare on emailShare on myspaceMore Sharing Services0قــصــة مــثــل

.. [متل قطاط التكية] ...

.
.

.
منذ أن بنى السلطان سليمان القانوني التكية المسماة باسمه أوقفها لخدمة العلم والدين ، ولمساعدة الفقراء والمحتاجين، فكان يأوي إلى التكية طلاب العلم القادمين للتفقه بالدين من جميع أنحاء السلطنة العثمانية، وكان المسافرين الأجانب من رعايا السلطنة الذين لامأوى لهم يأوون إليها، فتقدم لهم الطعام والشراب والمسكن، ويعد لذلك كمية كبيرة من الطعام يتم طهيه واعداده في الجهة الشرقية على مواقد حطبية آنذاك ..

و لم يكن حول التكية حينها غير البساتين تحيط بها من كل جانب ، فتتعالى رائحة القدور في الهواء شهية جاذبة القطط المنتشرة هنا و هناك ، تهرع لالتقاط ماتيسر لها ،تحوم حول القدور من كل جانبي تمط رقابها عالية بفضول ، و تخفض رؤوسها مستنشقة بصبوة و اشتهاء رائحة اللحم يكاد ينضج ... تصبرحيناً ، و تتصابر أحياناً ، ثم تفقد صبرها فتقترب من القدر محاولة تناول شيئاً منها ، فيمد الطباخ عصاً طويلة تكون عادة بيده يحش بها مطارداً القطط يمنة و يسرة ...
فهو و الحال كذلك أما أن يصيب رأسها بهباب نار العصا الخابية فتتشحر وجوهها و تتكدر ملامحها ، و أما أن يلحق ذيلها بلسعة تحرق وبره فيغدو منظرها مضحكاً مثيراً للعطف و السخرية معاً ...

لذلك قيل : [ متل قطاط التكية .. دنب محروق و رقبة ملوية ] ... فتلك القطط كثيراً ما كان يلوي الجوع رقابها و هي تنظر للطعام و تخاف عصا الطباخ المُحرقة ...

المصدر : زينة الكلام في دمشق الشام - الكاتب محي الدين قرنفلة

حياك الله أختي حميدة 
موضوع جميل كأنت 
أحببت أن أسرق منك بعض ألق 
لك تقديري 

descriptionمن امثال العرب Emptyرد: من امثال العرب

more_horiz
الحق على الطليانهناك مثل مشرقي ذائع يقول عن ذلك «الحق على الطليان» ومعناه أنه إذا وقعت في مشكلة فلا تلم نفسك وإنما ضع الملامة على الإيطاليين الذين لا يعرفون شيئا عن الموضوع. وربما كانت الحكاية هي أن الإيطاليين أيضا يلقون اللوم على الآخرين،لكن البحث عن معنى كلمة طليان سيقودنا إلى غير المعنى الشائع في أذهان الناس ،ونكتشف أن الايطاليين بريئون من هذا المثل،فالمقصود بالطليان جمع طلي أي الحمل أو الخروف الصغير.‏ 
وقصة المثل أن أحد أصحاب قطيع من الخراف قام بتعليق أجراس في رقاب الطليان في قطيعه حتى لا تخرج عن القطيع وتضيع،وكلف راعيا بأخذها إلى المرعى .‏ 
وفي احد الأيام استغرق الراعي في النوم وجاء الذئب واكل احد الحملان،وعندما لامه صاحب القطيع على ذلك قال :إن السبب هو الأجراس المعلقة في رقاب الطليان ،لان صوتها لفت نظر الذئاب وعندها أصبح يقال كل الحق على الطليان.‏ 
وهذا المثل مثل ينتشر في مجتمعنا العربي،ويقال عادة عندما نهرب من تحمل مسؤولية خطأ ما حدث.‏

descriptionمن امثال العرب Emptyرد: من امثال العرب

more_horiz
هذه حفنة من أمثال قيلت في عهد الملكة الزباء ملكة الشرق  وتلقفناها وتداولناها ولي الشرف بنقلها هاهنا علني أضيف لنكهتكم نكهة أخرى


خطب يسير في خطب كبير

قاله قصير بن سعد اللخمي لجذيمة بن مالك بن نصر الذي يقال له جذيمة الأبرش، وجذيمة الوضاح. والعرب تقول للذي به البرص، به وضح، تفادياً من ذكر البرص.

وكان جذيمة ملك ما على شاطئ الفرات. وكانت الزباء ملكة الجزيرة، وكانت من أهل بأجرمى، وتتكلم بالعربية، وكان جذيمة قد وترها بقتل أبيها، فلما استجمعت أمرها، وانتظم شمل ملكها، أحبت أن تغزو جذيمة، ثم رأت أن تكتب إليه أنها لم تجد ملك النساء إلا قبحاً في السماع، وضعفاً في السلطان، وإنها لم تجد لملكها موضعاً، ولا لنفسها كفؤاً غيرك، فأقبل إلي لأجمع ملكي إلى ملكك، وأصل بلادي ببلادك، وتقلد أمري مع أمرك. تريد بذلك الغدر.

فلما أتى كتابها جذيمة، وقدم عليه رسلها، استخفه ما دعته إليه، ورغب فيما أطمعته فيه، فجمع أهل الحجا والرأي من ثقاته، وهو يومئذ ببقية من شاطئ الفرات، فعرض عليهم ما دعته إليه وعرضت عليه، فاجتمع رأيهم على أن يسير إليها فيستولي على ملكها، وكان فيهم قصير، وكان أريباً حازماً أثيراً عند جذيمة، فخالفهم فيما أشاروا به وقال: رأي فاتر وغدر حاضر. فذهبت كلمته مثلاً. ثم قال لجذيمة: الرأي أن تكتب إليها، فإن كانت صادقة في قولها فلتقبل إليك، وإلا لم تمكنها من نفسك، ولم تقع في حبالتها، وقد وترتها وقتلت أباها. فلم يوافق جذيمة ما أشار به. فقال قصير:
إني امرؤ لا يميل العجز ترويتي إذا أتت دون شيء مرة الـوذم


فقال جذيمة: لا، ولكنك امرؤ رأيك في الكن لا في الضح. فذهبت كلمته مثلاً. ودعا جذيمة عمر بن عدي ابن أخته فاستشاره فشجعه على المسير وقال: إن قومي مع الزباء، ولو قد رأوك صاروا معك. فأحب جذيمة مقاله، وعصى قصيراً فقال قصير: لا يطاع لقصير أمر. فذهبت مثلاً.

واستخلف جذيمة عمرو بن عدي على ملكه وسلطانه، وجعل عمرو بن عبد الجن معه على جنوده وخيوله، وسار جذيمة في وجوه أصحابه، فأخذ على شاطئ الفرات من الجانب الغربي، فلما نزل دعا قصيراً فقال: ما الرأي يا قصير؟ فقال قصير: ببقة خلفت الرأي. فذهبت مثلاً. قال: وما ظنك بالزباء؟ قال: القول رداف، والحزم عثراته تخاف. فذهبت مثلاً.

واستقبله رسل الزباء بالهدايا والألطاف فقال: يا قصير، كيف ترى؟ قال: خطب يسير في خطب كبير. فذهبت مثلاً. وستلقاك الجيوش، فإن سارت أمامك فالمرأة صادقة. وإن أخذت جنبتيك وأحاطت بك من خلفك فالقوم غادرون بك، فاركب العصا فإنه لا يشق غباره. فذهبت مثلاً. وكانت العصا فرساً لجذيمة لا تجاري. وأني راكبها ومسايرك عليها.

فلقيته الخيول والكتائب، فحالت بينه وبين العصا، فركبها قصير، ونظر إليه جذيمة على متن العصا مولياً. فقال: ويل أمه حزماً على متن العصا. فذهبت مثلاً. وجرت به إلى غروب الشمس ثم نفقت، وقد قطعت أرضاً بعيدة، فبنى عليها برجا يقال له برج العصا وقالت العرب: خير ما جاءت به العصا. فذهبت مثلاً.

وسار جذيمة وقد أحاطت به الخيل حتى دخل على الزباء، فلما رأته تكشفت فإذا هي مضفورة الأسب فقالت: يا جذيمة، أدأب عروس ترى؟ فذهبت مثلاً.
فقال جذيمة: بلغ المدى، وجف الثرى، وأمر غدر أرى. فذهبت مثلاً.

ودعت بالسيف والنطع ثم قالت: إن دماء الملوك شفاء من الكلب. فأمرت بطست من ذهب، قد أعدته له، وسقته الخمر حتى سكر وأخذت الخمر منه مأخذها، فأمرت براهشيه فقطعا، وقدمت إليه الطست وقد قيل لها: أن قطر من دمه شيء في غير الطست طلب بدمه. وكانت الملوك لا تقتل بضرب الأعناق إلا في القتال، تكرمة للملك، فلما ضعفت يداه سقطتا، فقطر من دمه في غير الطست فقالت: لا تضيعوا دم الملك. فقال جذيمة: دعوا ما ضيعه أهله. فذهبت مثلاً. فهلك جذيمة، وجعلت الزباء دمه في رعة لها، وخرج قصير من الحي الذي هلكت العصا بين أظهرهم، حتى قدم على عمرو بن عدي، وهو بالحيرة فقال له قصير: أثائر أنت? قال: بل ثائر سائر. فذهبت مثلاً.

ووافق قصير الناس، وقد اختلفوا، فصارت طائفة مع عمرو بن عدي اللخمي، وجماعة منهم مع عمر بن عبد الجن الجرمي، فاختلف بينهما قصير حتى أصطلحا، وإنقاد عمرو بن عبد الجن لعمرو بن عدي فقال قصير لعمرو بن عدي: تهيأ واستعد، ولا تبطن دم خالك. قال: وكيف لي بها وهي أمنع من عقاب الجو؟ فذهبت مثلاً.

وكانت الزباء سألت كاهنة لها عن هلاكها فقالت: أرى هلاكك بسبب غلام مهين غير أمين، وهو عمرو بن عدي، ولن تموتي بيده ولكن حتفك بيدك، ومن قبله ما يكون ذلك. فحذرت عمراً، واتخذت لها نفقاً من مجلسها الذي كانت تجلس فيه إلى حصن لها داخل مدينتها. وقالت: إن فجأني أمر دخلت النفق إلى حصني. ودعت رجلاً مصوراً من أجود أهل بلاده تصويراً، وأحسنهم عملاً، فجهزته وأحسنت إليه وقالت: سر حتى تقدم على عمرو بن عدي متنكراً فتخلو بحشمه، وتنضم إليهم، وتخالطهم، وتعلمهم ما عندك من العلم بالصور، ثم أثبت لي عمرو بن عدي معرفة، فصوره جالساً، وقائماً، وراكباً، ومتفضلاً، ومتسلحاً بهيئته ولبسته ولونه، فإذا أحكمت ذلك فأقبل إلي. فانطلق المصور حتى قدم على عمرو بن عدي، وصنع الذي أمرته الزباء، وبلغ من ذلك ما أوصته به، ثم رجع إلى الزباء بعلم ما وجهته له من الصورة على ما وصفت وأرادت أن تعرف عمرو بن عدي فلا تراه على حال إلا عرفته وحذرته وعلمت علمه.

فقال قصير لعمرو بن عدي: أجدع أنفي، واضرب ظهري ودعني وإياها. فقال عمرو: ما أنا بفاعل، وما أنت لذلك مستحقاً عندي. فقال قصير: خل عني إذن وخلاك ذم. فذهبت مثلاً. فقال له عمرو: فأنت أبصر. فجدع قصير أنفه، وأثر آثاراً بظهره فقالت العرب: لمكر ما جدع قصير أنفه. وفي ذلك يقول المتلمس:
وفي طلب الأوتار ما حز أنـفـه قصير ورام الموت بالسيف بيهس

ثم خرج قصير كأنه هارب، وأظهر أن عمرواً فعل ذلك. وإنه زعم أنه مكر بخاله جذيمة، وغره من الزباء. فسار قصير حتى قدم على الزباء فقيل لها أن قصيراً بالباب، فأمرت به، فأدخل عليها، فإذا أنفه قد جدع، وظهره قد ضرب فقالت: ما الذي أرى بك يا قصير? قال: زعم عمرو أني قد غررت خاله، وزينت له المصير إليك، وغششته، ومالأتك، ففعل بي ما ترين، فأقبلت إليك وعرفت أني لا أكون مع أحد هو أثقل عليه منك. فأكرمته، وأصابت عنده من الحزم والرأي ما أرادت. فلما عرف أنها استرسلت إليه، ووثقت به قال: إن لي بالعراق أموالاً كثيرة، وطرائف، وثياباً، وعطراً، فابعثيني إلى العراق لأحمل مالي، وأحمل إليك من بزورها وطرائفها وثيابها وطيبها وتصيبين في ذلك أرباحاً عظاماً، وبعض ما لا غنى للملوك عنه. وكان أكثر ما يطرفها من التمر الصرفان، وكان يعجبها. فلم يزل يزين ذلك، حتى أذنت له، ودفعت إليه أموالاً، وجهزت معه عبيداً.

فسار قصير بما دفعت إليه، حتى قدم العراق، وأتى الحيرة متنكراً فدخل على عمرو فأخبره الخبر وقال: جهزني بصنوف البز والأمتعة، لعل الله يمكن من الزباء، فتصيب ثأرك، وتقتل عدوك، فأعطاه حاجته، فرجع بذلك إلى الزباء، فأعجبها ما رأت، وسرها وأزدادت به ثقة، وجهزته ثانية، فسار حتى قدم على عمرو فجهزه وعاد إليها. ثم عاد الثالثة وقال لعمرو: أجمع لي ثقات أصحابك، وهيئ الغرائر المسموح، واحمل كل رجلين على بعير في غرارتين، فإذا دخلوا مدينة الزباء أقمتك على باب نفقها، وخرجت الرجال من الغرائر فصاحوا بأهل المدينة فمن قاتلهم قتلوه، وإن أقبلت الزباء تريد النفق جللتها بالسيف. ففعل عمرو ذلك، وحمل الرجال في الغرائر بالسلاح، وسار يكمن النهار ويسير الليل، فلما صار قريباً من مدينتها تقدم قصير فبشرها وأعلمها بما جاء به من المتاع والطرائف وقال لها: آأخر البز على القلوص.فأرسلها مثلاً. وسألها أن تخرج فتنظر إلى ما جاء به. وقال لها: جئت بما صاء وصمت. وذهبت مثلاً. ثم خرجت الزباء فأبصرت الإبل تكاد قوائمها تسوخ في الأرض من ثقل أحمالها، فقالت: يا قصير:
ما للجمال مشيهـا وئيداً أجندلا يحملن أم حديدا
أم صرفنا تارزا شديدا
فقال قصير في نفسه: بل الرجال قبضاً قعوداً.

فدخلت الإبل المدينة حتى كان أخرها بعيراً مر على بواب المدينة، وكان منخسة، فنخس بها الغرارة فأصابت خاصرة الرجل الذي فيها فضرط فقال البواب بالرومية: بشنب ساقا يقول، شر في الجوالق. فأرسلها مثلاً.

فلما توسطت الإبل المدينة أنيخت، ودل قصير عمروا على باب النفق الذي كانت الزباء تدخله، وأرته إياه قبل ذلك، وخرجت الرجال من الغرائر فصاحوا بأهل المدينة، ووضعوا فيهم السلاح، وقام عمرو على باب النفق؛ وأقبلت الزباء تريد النفق فأبصرت عمرواً فعرفته بالصورة التي صورت لها، فنضت خاتمها، وكان فيه السم وقالت: بيدي لا بيد ابن عدي. فذهبت كلمتها مثلاً. وتلقاها عمرو فجللها بالسيف، وقتلها، وأصاب ما أصاب من المدينة وأهلها، وإنكفأ راجعاً إلى العراق.

وفي بعض الروايات، مكان قولها: أدأب عروس ترى؟ أشوار عروس ترى؟ فقال جذيمة: أرى دأب فاجرة غدور بظراء تفلة. قالت: لا من عدم مواس، ولا من قلة أواس، ولكن شيمة من أناس. فذهبت مثلاً.

descriptionمن امثال العرب Emptyرد: من امثال العرب

more_horiz
المبدع

علاء الدين بشير اشعر بالفخر والحماسة ومزيد امتنان

لحضورك متصفحي لتنثر هذه الدرر التي اغنت المتصفح وقبل ذلك

اسعدتني جدا ، فقد استمتعت بأمثالك وطرحك الجميل والاختيارات الاجمل

ان دل على شيئ ، انما يدل على سماحتك في العطاء وتواصلك الكبير مع موضوعات اطرحها

لاهتمامك وتواصلك جزيل امتنان لن ابلغ مداه


لك كل الالق


descriptionمن امثال العرب Emptyرد: من امثال العرب

more_horiz
من امثال الجمهرة :
مُثْقَلٌ اسْتعَانَ بِذَقْنِهِ
ويروى " بدَفَّيْه " أي بجنبيه
يضرب للذي يستعين بما لاَ دفع عنده


ليس لمكذوبٍ رأىٌ
المكذوب: الذي تحدث بالكذب، وقد كذبته، إذا حدثته بحديث كذب، وكذبته، إذا أخبرت بخبر، فأخبرت أنه كذبٌ.
الليل أخفى للويل
المثل لأكثم بن صيفىٍ يقول: إذا أردت أن تأتى بريبة فأتها ليلاً فإنه أستر لها.
وكتب عبد الله بن طاهر إلى ابنه، وقد بلغه عنه إقبالٌ على اللهو:
انصب نهاراً في طلب العلا ... واصبر على حر فراق الحبيب
حتى إذا الليل بدا مقبلاً ... واستترت عنك عيون الرقيب
فبادر الليل بما تشتهى ... فإنما الليل نهار الأديب
وقلت في معناه:
بركوب المقبحات جهاراً ... يفسد الجاه والمروءة تخرب
فاجعل الجد بالنهار شعاراً ... وله بالليل ما بدا لك فالعب
كم تسربلت من رداء ظلامٍ ... ضحك اللهو فيه إذ هو قطب
ورأيت الهموم بالليل أدهى ... وكذاك السرور بالليل أعذب
وقال بعض العرب، وأنشدنى بالحجاز فتى من هلال:
فلم أرى مثل الليل جنة هاربٍ ... ولا مثل حد السيف للمرء صاحباً

لقد كنت وما أخشى بالذئب
يقوله الرجل يذل بعد العز. وأصله في الرجل يخرف، فيصير بمنزلة الصبى، فيفزع بمجىء الذئب.
لكن بشعفين أنت جدودٌ
يضرب مثلاً للرجل يكون ذا مهانةٍ، ثم ينتقل إلى عز. وأصله أن امرأة أخصبت، ففخرت بكثرة لبنها، فقيل لها: " لكن بشعفين أنت جدودٌ " أي إن كنت بهذا الوضع مخصبة فإنك كنت بشعفين جدوداً، والجدود: القليلة اللبن، وقوله: " بشعفين " ساكنة العين، وهو اسم موضع.
لكن على بلدح قومٌ عجفى

يقوله الرجل إذا رأى قوماً في نعمةٍ وسعةٍ، ومن يهتم بشأنه في فاقةٍ وعسر. والمثل لبيهس الفزارى، قاله لما رأى أعداءه يفرحون بما غنموا من مال أهله، فقال: لكن أهلى عجفى من الفقر والعيلة. وبلدح: مكان كانوا فيه.
لو خيرت لاخترت
معناه: لو كان الاختيار إليك لكنت تختارين ما تريدين، فأما والأمر قد قطع دونك، فليس لك إلا التسليم. والمثل لبيهس، وسنذكر أصله إن شاء الله تعالى.
لبست عليه أذنى
معناه: سكت عليه كالغافل عنه، محتملاً للأذية فيه، وهو على حسب قولهم: أغضيت عليه، وغمضت عنه، وفي معناه قول بشار:
قل ما بدا لك من زورٍ ومن كذبٍ ... حلمى اصم واذنى غير صماء
وهو من قول الأول:
وكلام سيىءٍ قد وقرت ... أذنى عنه وما بى من صمم
وقال الأموى: يقال: لبست لك أذنى زماناً، أي تصاممت لك، وتغافلت عنك ورواه غير أبى عبيد: " لبست عليه أذنى " ومن الأمثال في الأذن: " ضرب الله على أذنه " أي سلبه على السمع، والمراد أنه نام. وفي القرآن الكريم: " فضربنا على آذانهم " ليس يريد أنه أصمهم، كما أن الضرب على الكتاب لا يبطله، ويقولون: " جعلته دبر أذنى " أي نبذته، ولم ألتفت أليه.
لولا الوئام هلك اللئام
الوئام: المشابهة، وواءمه، مثل ضارعه، إذا شابهه. وقيل: الوئام: المباهاة، وذلك أن اللئيم ربما أتى بالجميل من الأمور مباهاةٌ وتشبهاً بأهل الكرم، ولولا ذلك هلك لؤماً. ويروى: " لولا الوئام هلك الأنام " والوئام: الموافقة، يقول: لولا موافقة الناس بعضهم لبعضٍ في العشرة وغيرها لهلكوا.
لقوةٌ لاقت قبيساً
يجعل مثلاً لاتفاق الأخوين في التحاب. واللقوة: السريعة الحمل. والقبيس: السريع الإلقاح، ومثله: " التقى الثريان " . ويقال: فحلٌ قابسٌ، إذا كان يلقح بقرعةٍ واحدة.

لكل أناسٍ في بعيرهم خبرٌ
يعنى أن كل قوم أعلم بأمرهم من غيرهم، وهو من شعر لعمرو ابن شأسٍ:
فأقسمت لا أشرى زبيباً بغيره ... لكل أناساً في بعيرهم خبر
لا أشرى: لا أبيع، والزبيب: تصغير أزب، كما تقول في تصغير أحمق: حميق، وكانت لعمرو بن شاسٍ امرأةٌ تبغض ابنه عراراً، فطلقها، فندم فقال:
تذكر ذكرى أم حسان فاقشعر ... على دبرٍ لما تبين ما ائتمر
إلى أن قال: " فآليت لا أشرى زبيباً بغيره " فجعل زبيباً مثلا لامرأته التى فارقها، ولم يعتض منها عوضاً يحمده، يقول: فأقسمت لا أفارق شيئاً قد عرفت فضله على غيره، ولا أبيعه طلب ما هو فوقه، فلعل ذلك يخطئنى.
الليل وأهضام الوادى
يضرب مثلاً للأمرين يخافان جميعاً. وأصله أن يسير الرجل ليلاً في بطون الأودية، فيجتمع عليه هول الليل ومخافة ما يغتاله، من لصٍ أو سبع أو حنش، وواحد الأهضام هضمٌ، وهو المنخفض من الأرض، ومنه سمى النقص هضماً، يقال، هضمته حقه، إذا نقصته إياه، وذلك أن الهضم نقصان في الأرض، وإليه يرجع هضم الطعام، فإنه ينقص، فيزول عن رأس المعدة.

ليس الهناء بالدس
يضرب مثلاً للرجل يقصر في الأمر، ولا يبالغ في إصلاحه. وأصله أن يجرب البعير في أرفاغه، فإذا هنئت أرفاغه بأعيانها قيل: قد دس دسا، وليس ذلك بالمختار، وإنما المختار أن يهنأ جسده كله، لينحسم الداء بأجمعه. وقد مدح دريد بن الصمة بوضع الهناء مواضع الداء، وهو خلاف المثل، فقال:
ما إن رأيت ولا سمعت به ... كاليوم هانىء أينقٍ جرب
متبذلاً تبدو محاسنه ... يضع الهناء مواضع النقب
والنقب: مواضع الجرب، وهذا مثلٌ يضرب لكل من يضع الشىء موضعه.

الليل طويلٌ وأنت مقمرٌ
يضرب مثلاً في التأنى والصبر على الحاجة حتى تمكن، ومعناه: اصبر على حاجتك فإنك تجدها في بقية ليلتك، فإنها طويلة وأنت مقمر، أي ليس فيها ظلمة تمنعك عن قصدها، والمثل لسليك بن سلكة، وقد مر حديثه.
وأخبرنا أبو أحمد، عن ابن دريد، عن أبى حاتم، عن أبى عبيدة، قال: دخل عبد الله بن عباس على معاوية في وفادةٍ وفدها عليه، فوجد عنده زياداً، فما سلم حتى قال له زياد: ما منع حسناً وحسيناً أن يزورا أمير المؤمنين كما زرته؟ فقال ابن عباس: دعهما وأمير المؤمنين، هم أعلم بعذرهما، وتنح عن منزلٍ لم تنزله، فقال زياد: والله لو وليتهما لخف ثقلهما، وظعن مقيمهما، فقال ابن عباس: " الليل طويل وأنت مقمر، وعجلت فكم منادٍ بالرحيل غير مطاع، ولو ترك القطا لنام، فقال معاوية: مهلاً يا زياد، فإنك ترجو دخول حصنٍ لا باب له، والله لأن تنالهما صلتى أحب إلى من أن يتناولا هامتى، فقال ابن عباس: فلما قمت قام زياد، فأدركنى، فقال: يا ابن عباس، ما حملنى على ما عاينتنى عليه إلا مجلسه، والله لقد رضيها، وأظهر سخطها، ولو لم أشغب بما رأيت لشغب بي، فقال ابن عباس: أنا أعلم به منك، وأطول عشرةً له، والله لو أحبها لقال، فلا تعد بعدها إلى أمرٍ تدفع عنه.

descriptionمن امثال العرب Emptyرد: من امثال العرب

more_horiz
بحر من اللطافه
تعودنا الغرف منه
فكان هذا الطرح احد جداولك الغنيه
بالمعرفه والمعلومه والتحليه
شكرا لك حميدة الخير والذكر

descriptionمن امثال العرب Emptyرد: من امثال العرب

more_horiz




أدرك
ابن الرومي الشاعر العباسي الصيام في شهر آب فصام مع الناس وأراد الخليفة
أن يداعبه ويكشف مدى تحمله للصوم فقال له: ألا تصف لنا ما تكابده في الحر
من العطش؟‏

فقال ابن الرومي:‏

شهر الصيام مبارك‏

ما لم يكن في شهر آب‏

الليل فيه ساعة‏

ونهاره يوم الحساب‏

خفت العذاب فصمته‏

فوقعت في نفس العذاب‏





privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى