هوية حب
أَسعِفي هذا المساءَ ببسمة
و امنحيني عطرَ حبّ
حاصري قلقي
دعي أنفاسكِ تحتويني
فأنا يا حبيبتي نسمةً تختالُ في أجوائِكِ
قبلةٌ تغفو على شفتَيكِ
أنا موجةٌ تاهتْ بينَ شواطئِ الذِّكرى
و تكسَّرتْ أحلامُها على صخورِ الكبتِ و القسوة
مهاجرٌ أنا و أشواقي دليلي
و المنى زادي
اتِّجاهاتي تحددُها نبضاتُ قلبكِ
حبُّكِِ يمنحُني اسماً و مضمونا
حنانُكِ يصوغُ مشاعري
و طهرُكِ يمدُّني بنورِ إحساسي
فإذا غضبتُ فأنتِ عاصفَتي
و إذا سكنتْ مشاعري فأنتِ عاطفَتي
و إذا ركبتُ بحارَ الخوفِ فأنتِ برُّ أماني
أنا يا حبيبتي غربةٌ ملاذُها عيناكِ
وطني غيومٌ لا سماءَ تضمُّها
و جعٌ بلا جسدٍ
و سرابُ ذكريات
وطني سفينةٌ لا تعرفُ المرسى
حقيبةٌ ملأى بأزهارِ الحنين
دمعةٌ تحدَّرتْ على وجهِ أمنيةٍ
لهفةٌ تغنِّي لربيعِ الوصول
بحرٌ تباعدَتْ موانئُهُ
زمنٌ تشرَّدَتْ دقائقُهُ و تشرذَمَتْ أيَّامُهُ
ليلٌ تكدَّرَتْ نجماتُهُ
صبحٌ تنافرتْ نسماتُهُ
جسدٌ تمزَّقَتْ أوصالُه
وطني رسالةُ حبٍّ وُضِعَتْ في زجاجةٍ غرقَتْ
و قصيدةٌ هجرَتْها قوافيها
و نامتْ بينَ دفاترِ النِّسيان
أَشرقي على جراحِ عمري علَّها ببهاءِ نورِك تبرأ
و انزعي عن قلبي رداءَ الحزن
أعيدي إليَّ أزمنَتي
حرِّريني من قيودِ مكاني
اجعليني للياسمينَ سفيراً
و امنحيني هويةَ حبّ
فصدرُكِ وطني
و حبُّكِ تاريخي
و عطرُكِ
عنواني