عائدة من هناك....
لملمتُ ما بقي من عِقْد أعصابي
الــ أفرطه الوجل ذات ذهاب...
واستجمعت قواي...
واضعة زوادات الشوقِ في أقبيةِ الحنين...
أتوخّى بعد الوصول...غرقاً في لجّــــة كلام
يُنطِقُ سلطان الحكْـــيِ ويشلُّ أطراف القلق!
*******************
عائدة من هناك...
لم يخطربِبالِ عودتي أنَّ توجُّـــهَ كل حواسِّ فكري...
لم يكن إلّا صوب صوت خافت ملأ فراغ المكان أثناء قلق
بكلمات باهتة الملامح ....
أضاعت ما تبقى من نبرته على مرأى من مسمعي..
و خبا بريق المعنى بين السطــــــــــور....
*******************
بعد أن عدت من هناك....
لم يعد يعنيني أن أصيب في قراءته
أو أخطئ في خارطة صمتي ...
لم يعد يقلقني ملء الجدران بالقلوب المزيفة
فلا زال جدار الذاكرة يحفظ العديد من رموزها...
وحده قلبـــي الطاهر من دنس الخديعة والمكر
من سيقلق راحة رسائلـِـــهِ
كلّما كشَفَ حدسُه عن نواياها الضبابيّة
التي لم يفلح النبض في احتوائها بعد أن لفظها العقل
بُعَيْدَ انتهاء الربيع....وقُبَيْلَ نضج فاكهة الحروف
*******************
بعد أن عدت من هناك..
تفتّحت عيون القلب المغمضة....
وجمعت ببصيرتها أوصال أسئلـــة ....
لم تعد تغرف أجوبتهـــا من محبرته ....
بعد أن جف ما تأرّخ من صهيل حبرٍ
أدركه الشكـــــ .....فقضم صدقَ ما كان يوماً بيننا
بالـــــظنـــــــــــــــون....
زهرة ذبلت بتلات أحلامها...
أنّى سقط القناع عن الوجـــه المظلم للقمر ذات نوم....
وجـــهٌ....ذكّرَ الألـــــــــم بكل ساديةٍ بموعد الجرح القديم
*******************
بعد أن عدت من هنـــاك....
أيقنت أنه لم يعد بوسعي أن أقنع نفسي
أن تلك الكـــذبة...كانت يوما ...فلتة من فلتات العشق!
بشرى العلوي الاسماعيلي