من روائع الشعر في العصر العباسي
القصيدة للشاعر علي بن جبلة العكّوك
هل بالطلولِ لِســــــــــــــــــــــائلٍ رَدُّ
أمْ هل لها بِتكَـــــــــــــــــــــــلُّمٍ عَهْدُ
دَرَسَ الجــــــديدُ جَــــــــديدَ مَعْهَدِها
فَكَـــــــــأنَّما هِــــــــــــــيَ رَيْطَةٌ جَرْدُ
مِنْ طُولِ مَا تَبكـــــــــي الغُيومُ على
عَرَصــــــــــــــــــــــاتِها وَيُقَهْقِهُ الرَّعْدُ
فَوَقَفْتُ أســـــــــــــــــألها وليس بِها
إلا المها ونَقَـــــــــــــــــــــــــــانقٌ رُبْدُ
فَتَناثرتْ دُرَرُ الشُّــــــــــــــــؤونِ على
خـــــــــــــــــــــــدي كما يتناثرُ العِقْدُ
لَهفي على دَعْـــــــــــدٍ ، وما خُلِقَتْ
إلا لِطُـــــــــــــــــــــــــولِ تَلَهُّفِي دَعْدُ
بيضاءُ قدْ لَبِسَ الأديمُ أديـــــــــــــــــــ
ـــمَ الحُســــــــــنِ فهو لِجِلدها جِلدُ
وَيُزِينُ فوديها إذا حَسَـــــــــــــــــــرتْ
ضَافي الغَــــــــــــــــــدَائرِ فَاحِمٌ جَعْدُ
فالوجـــــــه مثل الصــــــــــبحِ مُبيضٌ
والشَــــــــــــــــعـْرُ مِثلُ الليلِ مُسْودُّ
ضِدانِ لما اســــــــــــتُجْمِعا حَسُنا ،
والضِّدُّ يُظهِرُ حُسْـــــــــــــــــنَهُ الضِّدُّ!
وَجَبينها صَـــــــــــــــــــــلْتٌ وَحَاجِبُها
شَخْتُ المَخَـــــــــــــــــــطِّ أزجُّ مُمْتَدُّ
فكأنها وســـــــــــــــــنى إذا نَظَرَتْ ،
أو مُدْنَفٌ لما يُفِــــــــــــــــــــــــقْ بَعْدُ
بِفُـــــــــــتـــــورِ عَــــــيْنٍ ما بِها رَمَدٌ ؛
وبِها تُداوى الأعـــــــــــــــــــينُ الرُمْدُ
وَتُريكَ عِـــــــــــــــــــــــرْنيناً به شَمَمٌ
أقنى وَخَــــــــــــــــــــــــــداً لَوْنُهُ وَرْدُ
وَتُجِيلُ مِسْـــــــــــــــوَاك الأراكِ على
رَتْلٍ كأنَّ رُضَـــــــــــــــــــــــــابَهُ شَهْدُ
والجِـــــــــيدُ منها جِــــــــــــيدُ جازِئةٍ
تَعْطُو إذا ما طـــــــــــــــــــــالها المَرْدُ
وكأنما سُـــــــــــــــــــــــقـِيَتْ تَرائِبها
والنحـــــــــــــــــــــرُ ماءَ الوردِ إذ تَبْدو
والمِعصــــــــــــــــمان فما يُرى لهما
مِنْ نِعْمَةٍ وَبَضَـــــــــــــــــــــــاضَةٍ زَنْدُ
ولها بَـــــــــنــــــانٌ لـــــــــــو أردْتَ له
عَقْداً بِكَفِّك أمْـــــكَـــــــــــــــنَ العَقْدُ
وَبِصَـــــــــــــــــــــدْرِها حُقّانِ خِلْتَهُما
كــــــــافــــورتينِ عَــــــلاهُــــــــما نَدُّ
والبطـــــــنُ مَطــــــــــويٌّ كما طُوِيتْ
بِيـــــــضُ الرِّيـــــــــــــاطِ يَزِينُها المَلْدُ
وبِخَصْـــــــــــــــــــــــــرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ
فإذا تنوءُ يَكــــــــــــــــــــــــــــادُ يَنْقدُ
والتف فَخْـــــــــــــــــــــذَاها وَفَوقَهُمَا
كَفَلٌ ، يُجــــــــــــــاذِبُ خَصْرَها ، نَهْدُ
فَقِـــيامُــــــــــــــــها مَثْنى إذا نَهَضَتْ
مِنْ ثِقْلِهِ وَقُـــعُــــودُهــــــــــــــــا فَرْدُ
ما شَــــــــــــــــــــــانَها طُولٌ ولا قِصَرٌ
في خَلقِها فَقِـــــــــــــــــــوَامُها قَصْدُ
إن لم يكنْ وَصْــــــــــــــــــلٌ لديكِ لنا
يشفي الصـــــــــــــــبابةَ فليكنْ وَعْدُ
قدْ كانَ أورقَ وَصْـــــــــــــــــلُكُمْ زمناً
فذوى الوِصَــــــــــــــــالُ وأورقَ الصَّدُ
لله أشـــــــــــــــــــــــواقي إذا نَزَحتْ
دارٌ بِنا وَنـــــــــــــــــــــــــأى بِكُمْ بُعْدُ
إن تُتْهِــــــمـي فَتِهـــــــــــامَةٌ وطني
أو تُنجِدي إن الهـــــــــــــــــــوى نَجْدُ
وزَعَمْتِ أنكَ تُضْـــــــــــــــــــمـِرين لنا
وُدّاً ، فَهَـــــــــــــــــــــــــــلاَّ يَنْفَعُ الودُّ
وإذا المُحِبُّ شـــــــــــكا الصُّدُودَ ولم
يُعْطَفْ عليه فَقَـــــــــــــــــــــتْلُهٌ عَمْدُ