[b]لذكر البرق في الشعر العربي في مواطن عديدة ، اهتمام منذ العصر الجاهلي
والى وقتنا هذا وربما لن ينقطع هذا الذكر مابقي البرق والمطر وليس بالامكان
حصر كل ماورد ذكره في هذا الموضع اليسير لكن نتناوله بأشارة(( بارقة))
فكيف كان طرح الشعراء لهذا الشريان الرئيس للحياة ؟؟
يختلف طرح الشعراء للمطر باختلاف رؤاهم ، فالشعراء الجاهليون كانوا
ينظرون الى المطر على انه شيئ مقدس حيث رأوا فيه مادة الحياة التي
خلق الله منها كل شيء من النماء والرواء واسباب الحياة وخصوبة كل شيئ
وقد تتلقاه الشفاه الظمأى والصحراء القاحلة بشغف وكبير لهفة وكانوا يراقبون
البروق التي هي بمثابة بشارات خير وافر لانها تعد بحياة فالماء هو الحياة
فلنأخذ مثلا الوصف الرائع لمراقبتهم فمنهم من ذكر البرق بترقب برقاً مثل قول الذبياني :
أرقت واصحابي قعودٌ بربوةٍ لبرق ٍ تلألأ في تهامة لامع ِ
ويقول امرؤ القيس:
هل تأرقان لبرق ٍ بتُّ أرقبه * كما تكشف عنها البُلق اجلالا
وقال عبيد بن الابرص:
يامن لبرق ٍابيتُ الليل أرقبه * من عارض ٍكبياض ِ الصبح ِ لمّاح ِ
نلمح هاهنا ان البرق وترقبه ليلا بالارق ظاهرة فيها تلازم زماني فالارق حيث
البرق والبرق حيث الارق والنداء كما جاء في قول ابن الابرص هو نداء استغاثة كما هو واضح
واجمل منه قول امرئ القيس مستفهما صاحبيه
هل يأرقان ذكا الارق لبرق يراقبانه
جدير بالذكر ان العرب طالما كانوا يراقبون السحاب ويطلبون المطر خصوصا
سكنة شبه الجزيرة العربية ويسمون ظاهرة الرقابة للمطر والسحاب باسم
(الشيم) وللبرق عند العرب انواع وتسميات لكل نوع بتسمة خاصة له فمنه البرق الوليف:
وهو البرق إذا كان يلمع لمعتين لمعتين، وهو من البروق الخليقة للمطر، وكانوا
يثقون به، ولذلك فقد كنّوا به عن عطف الأحبةورضاهم
و. قال اخو هذيل صخر
لشماء بعد شتات النوى وقد بتُّ أخيلتُ برقا وليفا
ومنه :
لبرق الخُلَّب وبرق الخلب:
وهو البرق الخادع الذي لا يكون به مطر، والبعض شبه صفات النساء به ان كن
يستعملن الحيلة والمخادعة اذا لم يفين بمواعيدهن كما قال الجعدي :
ولست بذي مَلَقٍ كاذب إلاقٍ كبرق من الخلب
ومنه البرق : وهو البرق
إذا لمع سبعين لمعة وربما زاد عليها ويستخدمون صفة السبعين للتكثير
بمعنى انهم كثيرا ما راوا هذا البرق وهذا يدل على رقابتهم وولعهم به
ومنه ماسموه بالعقيقة وهو البرق الذي يبدو طوليا على صفحة السماء في السماء منه يبنسب الى عنترة قوله :
وسيفي كالعقيقة فهو كمعي سلاحي لا أفلّ ولا فُطارا
ومنه الوميض وهو البرق الساطع ، الصاعقة، الصاقعة:
وهي برقة من السحاب تذهب للارض وتحرق ما تأتي عليه،
ومنه البرق الصاعقة :
قال لبيد بن أبي ربيعة في فارس هلك بالصاعقة:
فجّعني الرعد والصواعق بالفارس يوم الكريهة النُّجُد ومنه البرق الصاعقة
ابيات في ذكر البرق :
قول امرؤ القيس فيه :
أصاح ترى برقاً أريك وميضه
كلمع اليدين في حبي مكلل
يضيء سناه، أو مصابيح راهب
أمال السليط بالذبال المفتل
فأضحى يسح الماء حول كنيفه
يكب على الأذقان دوح الكنهبل
وتيماء لم يترك بها جذع نخلة
ولا أطما الا مشيدا بجندل
كأن بثيرا في عرانين وبله
اما المحدثون فقد وجدنا اروع ذلك عند الشاعر السياب :
يابرق اما تخبو كي يبدو كم منك على الساري بعد
ثمة مخاطبة رائعة للشاعر التهامي محمد بن علي للبرق حيث يقول :
بدا البرق من نجدٍ فحن إلى نجد
أيا بارقاً ماذا نشرت من الوجد
وما حنَّ من وجدٍ بنجدٍ وإنما
يحنّ إلى نجد لمن حلّ في نجد
هذه نماذج على سبيل المثال لا الحصر والا فان منابع الشعر العربي تزخر
بذكره والتغني به ومخاطبته ...وهو من الالفاظ الشائقة والعصية على الحصر
في غنى الشعر العربي بها .
[/b]
والى وقتنا هذا وربما لن ينقطع هذا الذكر مابقي البرق والمطر وليس بالامكان
حصر كل ماورد ذكره في هذا الموضع اليسير لكن نتناوله بأشارة(( بارقة))
فكيف كان طرح الشعراء لهذا الشريان الرئيس للحياة ؟؟
يختلف طرح الشعراء للمطر باختلاف رؤاهم ، فالشعراء الجاهليون كانوا
ينظرون الى المطر على انه شيئ مقدس حيث رأوا فيه مادة الحياة التي
خلق الله منها كل شيء من النماء والرواء واسباب الحياة وخصوبة كل شيئ
وقد تتلقاه الشفاه الظمأى والصحراء القاحلة بشغف وكبير لهفة وكانوا يراقبون
البروق التي هي بمثابة بشارات خير وافر لانها تعد بحياة فالماء هو الحياة
فلنأخذ مثلا الوصف الرائع لمراقبتهم فمنهم من ذكر البرق بترقب برقاً مثل قول الذبياني :
أرقت واصحابي قعودٌ بربوةٍ لبرق ٍ تلألأ في تهامة لامع ِ
ويقول امرؤ القيس:
هل تأرقان لبرق ٍ بتُّ أرقبه * كما تكشف عنها البُلق اجلالا
وقال عبيد بن الابرص:
يامن لبرق ٍابيتُ الليل أرقبه * من عارض ٍكبياض ِ الصبح ِ لمّاح ِ
نلمح هاهنا ان البرق وترقبه ليلا بالارق ظاهرة فيها تلازم زماني فالارق حيث
البرق والبرق حيث الارق والنداء كما جاء في قول ابن الابرص هو نداء استغاثة كما هو واضح
واجمل منه قول امرئ القيس مستفهما صاحبيه
هل يأرقان ذكا الارق لبرق يراقبانه
جدير بالذكر ان العرب طالما كانوا يراقبون السحاب ويطلبون المطر خصوصا
سكنة شبه الجزيرة العربية ويسمون ظاهرة الرقابة للمطر والسحاب باسم
(الشيم) وللبرق عند العرب انواع وتسميات لكل نوع بتسمة خاصة له فمنه البرق الوليف:
وهو البرق إذا كان يلمع لمعتين لمعتين، وهو من البروق الخليقة للمطر، وكانوا
يثقون به، ولذلك فقد كنّوا به عن عطف الأحبةورضاهم
و. قال اخو هذيل صخر
لشماء بعد شتات النوى وقد بتُّ أخيلتُ برقا وليفا
ومنه :
لبرق الخُلَّب وبرق الخلب:
وهو البرق الخادع الذي لا يكون به مطر، والبعض شبه صفات النساء به ان كن
يستعملن الحيلة والمخادعة اذا لم يفين بمواعيدهن كما قال الجعدي :
ولست بذي مَلَقٍ كاذب إلاقٍ كبرق من الخلب
ومنه البرق : وهو البرق
إذا لمع سبعين لمعة وربما زاد عليها ويستخدمون صفة السبعين للتكثير
بمعنى انهم كثيرا ما راوا هذا البرق وهذا يدل على رقابتهم وولعهم به
ومنه ماسموه بالعقيقة وهو البرق الذي يبدو طوليا على صفحة السماء في السماء منه يبنسب الى عنترة قوله :
وسيفي كالعقيقة فهو كمعي سلاحي لا أفلّ ولا فُطارا
ومنه الوميض وهو البرق الساطع ، الصاعقة، الصاقعة:
وهي برقة من السحاب تذهب للارض وتحرق ما تأتي عليه،
ومنه البرق الصاعقة :
قال لبيد بن أبي ربيعة في فارس هلك بالصاعقة:
فجّعني الرعد والصواعق بالفارس يوم الكريهة النُّجُد ومنه البرق الصاعقة
ابيات في ذكر البرق :
قول امرؤ القيس فيه :
أصاح ترى برقاً أريك وميضه
كلمع اليدين في حبي مكلل
يضيء سناه، أو مصابيح راهب
أمال السليط بالذبال المفتل
فأضحى يسح الماء حول كنيفه
يكب على الأذقان دوح الكنهبل
وتيماء لم يترك بها جذع نخلة
ولا أطما الا مشيدا بجندل
كأن بثيرا في عرانين وبله
اما المحدثون فقد وجدنا اروع ذلك عند الشاعر السياب :
يابرق اما تخبو كي يبدو كم منك على الساري بعد
ثمة مخاطبة رائعة للشاعر التهامي محمد بن علي للبرق حيث يقول :
بدا البرق من نجدٍ فحن إلى نجد
أيا بارقاً ماذا نشرت من الوجد
وما حنَّ من وجدٍ بنجدٍ وإنما
يحنّ إلى نجد لمن حلّ في نجد
هذه نماذج على سبيل المثال لا الحصر والا فان منابع الشعر العربي تزخر
بذكره والتغني به ومخاطبته ...وهو من الالفاظ الشائقة والعصية على الحصر
في غنى الشعر العربي بها .
[/b]