سطوة الزمن
هي تعيش تاريخها.. تعيش شبابها.. تعيش لحظات سعادتها.. تعود الى الخلف لتعيش عالمها الذي اخذته منها سطوة الزمن المتحرك بلا توقف.. هي لا توقف حركة الزمن المطلقة بل تجبره على التحرك الى الوراء .. اهٍ من الزمن من يوقف حركت الزمن ؟ وضع الانسان في عربة الزمن التي تتحرك به بسرعة عجيبة نحو الموت.. البشرية؛ كل البشرية راكبة في قطار الزمن المستاجر من قبل الموت لايصال الناس اليه.. كل واحد منا يركب في عربة، فيختلف وصول الناس بحسب رقم العربة التي يركب فيها كل واحد منا، اليوم 81 7 2011 وصلت عربة امي الى محطتها الاخيرة قبل ساعات من كتابتي هذا، وصلت عربة امي محطتها الاخيرة وهي عاتبة على ابي اذ لم يحجز في العربة نفسها .. لكنه يا امي مسافر في عربتة اليك، وان تاخر قليلا.. انتظرينا في المحطة لن نتاخر كثيرا..حركة قطار الزمن مذهلة.. 90 سنة من التاريخ عاشتها امي في صراع لا يتوقف مع الزمن كانت تدرك فلسفة الزمن وتخافه وتقلق على كل يوم يمر من عمرها.. وصلت محطتها في الوقت الذي اريده.. لم ابك لغيابها لان الحياة اصبحت اكثر قسوة عليها من الموت، ولكني بكيت تاريخها الذي هو تاريخي.. ماذا يريد ذلك الجسد الملقى على السرير، المنطفئ العينين الذي لم يعد يجيد ابسط الحركات من شدة ارتعاشه.. كانت تعلم انها ستموت.. زرتها قبل يومين قالت لي: ـ اقتربت ساعتي
ـ وما ادراك
ـ زرت البارحة المقبرة واصطف الميتون لاستقبالي واخذت اصافحهم واحدا واحدا: امي وابي وخالي وفلان وفلانة ...... واخذت تعدد اكثر من ثلاثين ميتا.. سالتني عن الثورة.. قلت لها ستنتصر باذن الله
ـ هذا شيطان يعلم الله ماذا يخبئ
ـ ليخبئ ما يريد الثورة هي المنتصرة وهو المنهزم
ـ لن يسلمها بسهولة هذا الملعون مثل الظفر الحي لا يخرج الا بدم
ـ الله كريم
ـ متى ستعود الساحة
ـ قريبا
هذه هي امي بتفكيرها الصافي العميق حتى بعد ان ضربتها هذه الجلطة الملعونة.. لم احزن كثيرا لموتها لاني واثق انها في الجنة ولا ازكيها على الله، لكن الامر يبدولي هكذا لم ارها يوما قامت بعمل شرير قط.. حنيت قوس التاريخ وعدت الى امي صديقتي حين كان عمري 10 سنوات؛ عدت الى ليلة البرتقال وما تلتها من احداث.. في احدى الليالي كنت وامي بعد ان دخلت الشمس قبرها تنتظر البعث بعد اثنتي عشرة ساعة ودخلنا انا وامي قبرنا ننتظر البعث بعد اثنتي عشرة ساعة ايضا.. الشمس تبعث العالم من جديد في لحظة شروقها.. هذا هو السر الذي جعل البشرية تتخذ من الشمس رمزا للحرية.. اغلقنا الباب على نفسينا.. بعنا حريتنا لجبروت الظلام.. اشعلت امي نوارة حريتنا المحدودة وبقيت الجدران تحاصرنا وبقي الظلام يحاصرها لا امل لي ان اخرج من هذه الشرنقة حتى الصباح.. كلنا نتتظر البعث حتى حجرتنا تنتظر بعثها..
هي تعيش تاريخها.. تعيش شبابها.. تعيش لحظات سعادتها.. تعود الى الخلف لتعيش عالمها الذي اخذته منها سطوة الزمن المتحرك بلا توقف.. هي لا توقف حركة الزمن المطلقة بل تجبره على التحرك الى الوراء .. اهٍ من الزمن من يوقف حركت الزمن ؟ وضع الانسان في عربة الزمن التي تتحرك به بسرعة عجيبة نحو الموت.. البشرية؛ كل البشرية راكبة في قطار الزمن المستاجر من قبل الموت لايصال الناس اليه.. كل واحد منا يركب في عربة، فيختلف وصول الناس بحسب رقم العربة التي يركب فيها كل واحد منا، اليوم 81 7 2011 وصلت عربة امي الى محطتها الاخيرة قبل ساعات من كتابتي هذا، وصلت عربة امي محطتها الاخيرة وهي عاتبة على ابي اذ لم يحجز في العربة نفسها .. لكنه يا امي مسافر في عربتة اليك، وان تاخر قليلا.. انتظرينا في المحطة لن نتاخر كثيرا..حركة قطار الزمن مذهلة.. 90 سنة من التاريخ عاشتها امي في صراع لا يتوقف مع الزمن كانت تدرك فلسفة الزمن وتخافه وتقلق على كل يوم يمر من عمرها.. وصلت محطتها في الوقت الذي اريده.. لم ابك لغيابها لان الحياة اصبحت اكثر قسوة عليها من الموت، ولكني بكيت تاريخها الذي هو تاريخي.. ماذا يريد ذلك الجسد الملقى على السرير، المنطفئ العينين الذي لم يعد يجيد ابسط الحركات من شدة ارتعاشه.. كانت تعلم انها ستموت.. زرتها قبل يومين قالت لي: ـ اقتربت ساعتي
ـ وما ادراك
ـ زرت البارحة المقبرة واصطف الميتون لاستقبالي واخذت اصافحهم واحدا واحدا: امي وابي وخالي وفلان وفلانة ...... واخذت تعدد اكثر من ثلاثين ميتا.. سالتني عن الثورة.. قلت لها ستنتصر باذن الله
ـ هذا شيطان يعلم الله ماذا يخبئ
ـ ليخبئ ما يريد الثورة هي المنتصرة وهو المنهزم
ـ لن يسلمها بسهولة هذا الملعون مثل الظفر الحي لا يخرج الا بدم
ـ الله كريم
ـ متى ستعود الساحة
ـ قريبا
هذه هي امي بتفكيرها الصافي العميق حتى بعد ان ضربتها هذه الجلطة الملعونة.. لم احزن كثيرا لموتها لاني واثق انها في الجنة ولا ازكيها على الله، لكن الامر يبدولي هكذا لم ارها يوما قامت بعمل شرير قط.. حنيت قوس التاريخ وعدت الى امي صديقتي حين كان عمري 10 سنوات؛ عدت الى ليلة البرتقال وما تلتها من احداث.. في احدى الليالي كنت وامي بعد ان دخلت الشمس قبرها تنتظر البعث بعد اثنتي عشرة ساعة ودخلنا انا وامي قبرنا ننتظر البعث بعد اثنتي عشرة ساعة ايضا.. الشمس تبعث العالم من جديد في لحظة شروقها.. هذا هو السر الذي جعل البشرية تتخذ من الشمس رمزا للحرية.. اغلقنا الباب على نفسينا.. بعنا حريتنا لجبروت الظلام.. اشعلت امي نوارة حريتنا المحدودة وبقيت الجدران تحاصرنا وبقي الظلام يحاصرها لا امل لي ان اخرج من هذه الشرنقة حتى الصباح.. كلنا نتتظر البعث حتى حجرتنا تنتظر بعثها..