مساء ٌ غارق ٌ بالسكون
طاولة ٌ عليها أوراق ٌ متناثرة ٌ ,, فنجان قهوة ٍ انتصفت أمواجه وسالت البرودة على أذنه التي تحمل من أصابعه بقايا عطر ٍ
يتكئ على نافذة ٍ لطالما اتسعت لتروي له حكايات بعض ِ المارّة .. وخيالات أنثى حيكت حولها الكثير من القصص , لكنه رغم ذلك .. لازال يشتهيها في بعض الأحيان ..حين يجمح به الخيال لمعانقة قصص بطولاته التي تمتطي أوقات أحلامه .
فيتخيل نفسه الزير .. أو فارس هذا العصر .. لطالما تخيل أنه يدفع الباب بقدمه ويدخل فترتمي تحت قدميه تنهال بسيل ٍ من العشق والشوق ..
تساءل كثيراً في نفسه : ماذا يكون حال امرأة ٍ تركها زوجها بعد أن أشعل جسدها ليسافر بحثاً عن النقود ..؟؟
وترك لها الكثير من الفراغ وساعات الليل الباردة .
كان يتعمّد بوقت خروجها لنشر الغسيل أن يظهر عاري الصدر على تلك النافذة ليتنفس حضورها .. لعل ّ تنهيدة ً تصل إلى صدره وترتدّ بقوة إليها فتصفعها شوقاً لرجل ..
كانت نظراتها الخجلة التي تبدو غير مهتمة تهرب من تحت ذاك الرمش المنسدل لتتأمل تفاصيل ذاك العابث .. لكنهاى سرعان ماتعود إلى مخبئها تدّعي عدم الاكتراث
متمايلة ً برقة تقفل خلفها باب شرفتها وتقفل معها باب أحلامه الغارقة بالأمل ..لكنه يستجمع كرامته ويعود ليجلس على طاولة ٍ يتخيل أنها تراقبه من خلف عتمة الثقوب ويحلو له السفر بهذه الفكرة ... فيرفع يديه ويشبكها خلف رقبته ويبتسم لسحابة عابرة في السماء
تنقطع أفكاره حين يصفر ذلك الإبريق المسجى على النار فيرحل مسرعاً إليه ويعود بفنجان الشاي فيرى الأبواب قد فتحت
وخيالها يتجوّل بأرجاء المنزل من بعيد .
تتسمر عيناه على ذلك الشبح المتحرك وتتزايد ضربات أنفاسه .. يشرب الشاي برشفات ٍ متتالية كأنه يستعجل الوقت .. أو يمارس طقساً مختلفاً يجعله يهدأ ..
تلوح تلك الأنثى مقتربة فيرتبك , تقف على الشرفة تتكئ على أحجار السور منحنية ً تتأمل الشارع والمارّة .. ثم ترتفع بنظرها نحوه فترتطم نظراتها به ,, وترميه بحدائق النار .. نظرة طويلة لا يعرف كيف ستنتهي .. ولم يعرف كيف يجب أن تكون تعابير وجهه المتلهف من زمن لهذا الاصطدام النووي ..
لكنه يتماسك .. ويبتسم لها ..وتنتقل عيناها لزاوية ٍ أخرى دون أي ّ رد !!
أحس ّ بأنه محظوظ ..وأن كل ذكور هذا الكون يتمنون وقفته الآن !! كان يكفيه هذا الحدث .. ليعطي لنافذته مبرراً لأن تمتدّ بالحلم ..
تكرر مشهد النظرة وتكررت معه بطولات الأحلام .. إلى أن كان الرد يوماً .. ابتسامة
لم يجد بدّاً من أن يتقدّم .. فرفع يده إليها محيياً .. فضحكت .. ومدت يدها تحييه ..
ثم غابت بمجاهل شقتها وأغلقت الباب ,, وتركته هائماً ..في بحور شوق ٍ أشعله .. وأشعل أحلامه التي لازالت تمتدّ من تلك النافذة ..
لم يكن يعلم ما تعنيه تلك التحية ..؟؟
سوى أنها ضوء اخضر ..
إلى أن تتالت الايام وظلت الابواب مغلقة ً .. وعيناه مسمّرتان دون ياس ٍ على لحظة يشرق وجهها ..
حتى طال به الزمن .. وباتت تخبو شعلة أحلامه
لم يفهم .. لكن ّ حماسه جعله يجد طريقة ً ليسأل ..
حين وجد جماعة ً تنقل أغراضها لتستقرّ في الحي ّ .. حينها عرف أنها سافرت .. إلى أحضان ِ زوجها لتنعم بليال ٍ لاتعرف البرد ..
أغلق نافذته .. وأقفل معها قصّة ً رحل بثنايا شوارعها حتى تعبت ذاكرته من الركض فيها ..
غاب في تسهيمة ٍ طويلة . لم يوقظه منها ..
إلا وقوف لأنثى في العشرين مع أخيها الصغير .. على شرفة حلمه ..
فابتسم .. فتح دفتراً جديداً .. وعاد ليفتح نافذته .. على أحلام ٍ غضّة
2-10-2009
طاولة ٌ عليها أوراق ٌ متناثرة ٌ ,, فنجان قهوة ٍ انتصفت أمواجه وسالت البرودة على أذنه التي تحمل من أصابعه بقايا عطر ٍ
يتكئ على نافذة ٍ لطالما اتسعت لتروي له حكايات بعض ِ المارّة .. وخيالات أنثى حيكت حولها الكثير من القصص , لكنه رغم ذلك .. لازال يشتهيها في بعض الأحيان ..حين يجمح به الخيال لمعانقة قصص بطولاته التي تمتطي أوقات أحلامه .
فيتخيل نفسه الزير .. أو فارس هذا العصر .. لطالما تخيل أنه يدفع الباب بقدمه ويدخل فترتمي تحت قدميه تنهال بسيل ٍ من العشق والشوق ..
تساءل كثيراً في نفسه : ماذا يكون حال امرأة ٍ تركها زوجها بعد أن أشعل جسدها ليسافر بحثاً عن النقود ..؟؟
وترك لها الكثير من الفراغ وساعات الليل الباردة .
كان يتعمّد بوقت خروجها لنشر الغسيل أن يظهر عاري الصدر على تلك النافذة ليتنفس حضورها .. لعل ّ تنهيدة ً تصل إلى صدره وترتدّ بقوة إليها فتصفعها شوقاً لرجل ..
كانت نظراتها الخجلة التي تبدو غير مهتمة تهرب من تحت ذاك الرمش المنسدل لتتأمل تفاصيل ذاك العابث .. لكنهاى سرعان ماتعود إلى مخبئها تدّعي عدم الاكتراث
متمايلة ً برقة تقفل خلفها باب شرفتها وتقفل معها باب أحلامه الغارقة بالأمل ..لكنه يستجمع كرامته ويعود ليجلس على طاولة ٍ يتخيل أنها تراقبه من خلف عتمة الثقوب ويحلو له السفر بهذه الفكرة ... فيرفع يديه ويشبكها خلف رقبته ويبتسم لسحابة عابرة في السماء
تنقطع أفكاره حين يصفر ذلك الإبريق المسجى على النار فيرحل مسرعاً إليه ويعود بفنجان الشاي فيرى الأبواب قد فتحت
وخيالها يتجوّل بأرجاء المنزل من بعيد .
تتسمر عيناه على ذلك الشبح المتحرك وتتزايد ضربات أنفاسه .. يشرب الشاي برشفات ٍ متتالية كأنه يستعجل الوقت .. أو يمارس طقساً مختلفاً يجعله يهدأ ..
تلوح تلك الأنثى مقتربة فيرتبك , تقف على الشرفة تتكئ على أحجار السور منحنية ً تتأمل الشارع والمارّة .. ثم ترتفع بنظرها نحوه فترتطم نظراتها به ,, وترميه بحدائق النار .. نظرة طويلة لا يعرف كيف ستنتهي .. ولم يعرف كيف يجب أن تكون تعابير وجهه المتلهف من زمن لهذا الاصطدام النووي ..
لكنه يتماسك .. ويبتسم لها ..وتنتقل عيناها لزاوية ٍ أخرى دون أي ّ رد !!
أحس ّ بأنه محظوظ ..وأن كل ذكور هذا الكون يتمنون وقفته الآن !! كان يكفيه هذا الحدث .. ليعطي لنافذته مبرراً لأن تمتدّ بالحلم ..
تكرر مشهد النظرة وتكررت معه بطولات الأحلام .. إلى أن كان الرد يوماً .. ابتسامة
لم يجد بدّاً من أن يتقدّم .. فرفع يده إليها محيياً .. فضحكت .. ومدت يدها تحييه ..
ثم غابت بمجاهل شقتها وأغلقت الباب ,, وتركته هائماً ..في بحور شوق ٍ أشعله .. وأشعل أحلامه التي لازالت تمتدّ من تلك النافذة ..
لم يكن يعلم ما تعنيه تلك التحية ..؟؟
سوى أنها ضوء اخضر ..
إلى أن تتالت الايام وظلت الابواب مغلقة ً .. وعيناه مسمّرتان دون ياس ٍ على لحظة يشرق وجهها ..
حتى طال به الزمن .. وباتت تخبو شعلة أحلامه
لم يفهم .. لكن ّ حماسه جعله يجد طريقة ً ليسأل ..
حين وجد جماعة ً تنقل أغراضها لتستقرّ في الحي ّ .. حينها عرف أنها سافرت .. إلى أحضان ِ زوجها لتنعم بليال ٍ لاتعرف البرد ..
أغلق نافذته .. وأقفل معها قصّة ً رحل بثنايا شوارعها حتى تعبت ذاكرته من الركض فيها ..
غاب في تسهيمة ٍ طويلة . لم يوقظه منها ..
إلا وقوف لأنثى في العشرين مع أخيها الصغير .. على شرفة حلمه ..
فابتسم .. فتح دفتراً جديداً .. وعاد ليفتح نافذته .. على أحلام ٍ غضّة
2-10-2009