قَصيدَةٌ
امْرَأةِ الشّعْر
لَمْ تَحْلُمْ..
بِيَ امْرَاةٌ كَيْ
اُوَسِّعَها شِعْراً.
كَيْ أضعَ تاجاً
مِن جُمانٍ فَوْق
هامَتِها عِنَد ..
بِدايَة كُلِّ لَيْل
أُشْعِلُ الشّموعَ
وأشْتَغِل وحْدي
كَفنّانٍ في غابَةِ
عَرائِها المهْمومِ
أُطَوِّقُ جيدَها بِالفُلٍّ
وأغْمرُ فاها الضّامِئَ
مِثْلَ وادٍ مُقْفِرٍ..
بِجَحيمِ القُبَلِ
والياسَمينِ..
هكَذا أُطْلِقُ بيْن
يَدَيْها حَمائِمَ
الإنْسانِ الّذي فِيَ.
نَرى فجْراً قادِماً
وننْتَقِمُ مَعاً مِنْ
كُلِّ ما مَرّ بِنا
مِن العَناءِ وما
رَأيْنا مِن
الاغْتِراب في
الزّمانِ والمَكان
أُسِرُّ لَها أنّ
الحُرّيّة امْرَاةٌ ..
ولوْلاها لَما
كانَ الكَوْنُ
أو بِدونِها..
كُنّا لا شَيْء.
وأجْلبُ لَها كُلّ
ما لَمْ تَسْتَطِعْ
علَيْه صَبْراً أو..
حَتّى ما لَمْ
أسْتَطِعْهُ..
أفْرِشُ لَها
مَلاءَةً مِنْ.
حَريرِ الأنْدَلُسِ
وِسادةً حَشْوُها
ريشُ النّعامِ
وذلِك كَما
في الفَراديسِ.
هكَذا نَعيشُ..
أنا أُحَوّمُ فوْقَها
مِثْل نَسْرِ
الأعالي وهِيَ
تَحْتي شمْسٌ
أُخْرى لا تَغيبُ..
حطّتْ مَع
النّجومِ بِجُموحِها
عَلى السّهْلِ
ونَهْداها الطِّفْلانِ
أمامي..
حَملانِ يمْرَحانِ
حَيْثُ لا أحَد
يَعْرِفُ مَنْ نَحْنُ
أوْ ما نَكونُ..
هْيَ فَرَسٌ
تَصْهَل في الرّيحِ
وأنا بحرٌ أبَدِيُّ
المَوْجِ والوَجَعِ.
آهٍ لَو تحْلمُ
بِيَ امْرأةٌ جَميلةٌ
كَوَطَني حَتّى
أقْتُلَها شِعْراً..
أبْني لَها قصْراً
لِلْعِبادَةِ وآخَرَ لِعَسَلِ
اللّوْعَةِ والَهَمْسِ
الحَلالِ الإيروسِيّ
وأنا في ضِيافَتِها
مَلِكٌ عابِرٌ أوْ
أوْ نَبِيٌّ مَطْرودٌ
مِنَ الفِرْدَوْسِ.
كيْف لا أحْلمُ
هكَذا يالائِمي؟
وقَد ِبتُّ عَجوزاً
بِعيْنَيْن كَليلَتَيْنِ
عاشِقاً لَها
بِيَقين الشّاعِرِ
مُحطّم الجسَدِ
والرّوحِ كَجلْمودِ
صخْرٍ حطّه السّيْلُ
مِنْ عَلِ..
أنا البحْر
الهادِر سادَتي
في أحشائِه
الدّرّ كامِنٌ.
لَها فِيَ ..
تلاطُمُ الأمْواجِ
تَفاصيلُ امْرأةٍ
لا تُشْبِه النِّساءَ
تمْشي الهُوَيْنى
في قَصائِدي..
ولكِنّها بَعيدة
لأنّها فِيَ..
كُلّ الوُجودِ.