برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionحصريقصة وقراءة

more_horiz

قصة وقراءة
أولا: القصة
هي تريد
للكاتبة الروائية الأستاذة / عواطف الزين
اطلقت لصرختها عنان الألم، فضج المكان مرددا الأصداء ..لماذا تغتالني عيناه بترددها وتذبذب نظراتها الهاربة إلى اللامكان ؟ إنها المرة الأولى التي تبيح لنفسها فيها هذا الزخم من الحيرة، والتساؤل ،والصراخ ،منذ ان اسدلت ستائر الهدوء بينها وبين حياته الصاخبة وقررا معا الركون إلى السكينة.. واقاما سورا عازلا بينهما وبين ماضيه الملطخ بالندم .. هل اخطأت حين اختارته شريكا لحياتها من بين عشرات تقدموا إليها؟ لماذا أقفلت دونه كل المنافذ التي تأتي منها الريح .؟. هل أصابت حين نثرت عطور سعادتها واريجه في فضاء عالمهما الجديد؟.. الذي ارسيا سفينته على شاطىء أمانه؟. أي تساؤل يمكن أن يبقى في ذهنها وهي تقلب صفحات الماضي ؟ الذي رسمت معالمه بلونين أثنين هما "الازرق المخلص" والابيض النقي" ..وتركت الحرية لما بينهما من ألوان "بين مضيىء ومعتم في كل متحرك وثابت حولهما من أشياء .. أومواقف .
***
كانت تعتقد في لحظة يقين بأن القرار المتأني سوف يدفع بها الى حياة هانئة على انقاض أحداث الماضي الثقيلة ..وإن تركت بقعا قاتمة على جدران الذاكرة والوجدان .. تبحر هدى بعيدا في تفاؤلها ..وتعد نفسها باستقرار نفسي وعاطفي واجتماعي يضع حياتها في موقع أجمل، بعدما تناثرت أحلامها في كل اتجاه ، وطبقت عليها الدنيا كل اختباراتها القاسية. .. هي تتوق الآن الى قطف ثمار اللحظة الأخيرة للانعتاق من القهر، في غربتها الممتدة قسرا بين الألم والألم.. لماذا تغيب انفاسه عن ليلها المتعب ؟وهي التي كانت تزرع في أعماقها ورود الشوق وياسمينه.. وتضيء بكبسة زر قناديل الأمل فوق بساط عمرها الاخضر .؟
لم تكن قد خبرت بعد جرح الإحساس الذي لا يبرأ.. إلا إذا أريقت على جوانبه شلالات من مشاعر الغرام والهيام..كانت تعتقد ان إحساسها بالظلم الذي تبعثر فوق أوراقها المحتجة سوف يأتي به إليها صاغرا معتذرا مؤنبا نفسه على تجاهله وغيابه .. لكنها لم تأت سوى بقهقهات وبضع كلمات ساخرة ..لا تقدم ولا تؤخر,, ليبقى الوضع على ما هو عليه !!..لتبقى الصرخة مدوية في أعماقها مثلما هي فوق أوراقها المبعثرة في ارجاء المكان "
"" ..ليه الظلم ليه ؟
ليه القسوة ليه ؟ وكل عبارات الظلم في الأغاني والأفلام التي تحفظها عن ظهر قلب .لكن محاولاتها المتكررة لم تصل الى نتيجة ..كانت كمن يزرع ارضا يبابا.. او كمن يصرخ بصوت مكتوم في صحراء بعيدة ..
هي تريد إسقاط نظامه الجائر.. هو يريد المواجهة على أنقاض قصة حب ..اختصرت يوما كل احلام الدنيا.!
8\5\2011 "من وحي ثورة " 25 يناير في مصر

ثانيا: القراءة
للناقد / عبد الحافظ بخيت متولى
هى تريد بيت المتن / الرمز والنص الموازى / الكاشف
تشكل عتبات النص قيمة فنية هامة لا تقل عن أهمية المتن ذاته فى الكشف عن الأبعاد الفنية والجمالية للنص، بل وربما كانت هذه العتبات محاور ارتكاز لفك شفرات النص، والمقصود بعتبات النص أو النصوص الموازية كل ماجاء مرتبطا بالمتن، من العنوان، والتاريخ، والهوامش ،والشروح ،وغير ذلك ،وهى تشكل بؤر إضاءة وكاشفة للنص
العنوان
"هى تريد"
عنوان مراوغ جدا، فالقراءة السطحية تكشف أن القصة تدور حول امرأة ككل نساء العالم ،تعانى فى حياتها الزوجية، لذلك هى تريد.....، فلقد ترك العنوان المتلقى على المحك ليثير فيه الكثير من التساؤلات، من مثل:
ماذا تريد؟ ولماذا تريد؟ ومن هى حتى تريد؟، وهذه الأسئلة تدفع المتلقى إلى التلهف لقراءة متن النص لكشف ماهية العنوان ،وهنا يكون العنوان ناجحا فى دفع المتلقى بشهية للدخول فى عالم النص متتبعا رحلة البطلة / الأنثى فى حياتها ،وهنا أيضا يتجقق الارتباط العضوى بين العنوان وبين متن النص فكل منهما كاشف عن الآخر فيصبحان كشاطئ نهر إذا لامس أحدهما السرد فى القصة رده إلى الآخر بعفوية فنية جميلة
لكن المتأمل بعمق فى متن النص، لابد أن يعود لتأويل العنوان من جديد، فالمتن يكشف عن أننا لسنا أمام أنثى حقيقية ،وإنما نحن أمام أنثى/ رمز وظفته الكاتبة باقتدار، فصنعت فى قصتها ما يسمى بالسهل الممتنع من خلال اختزال المسافة بين الرمز والحقيقة إلى حد التطابق وهنا يتجلى الوعى الفنى فى الكتابة عند القاصة
فنحنفى هذه القصة لسنا أمام امرأة تعانى وإنما نحن أمام ثورة من ثورات الربيع العربى ، وهى الثورة المصرية التى سُرقت منها أحلامها بعد أن تصورت أن تكون هى الحد الفاصل بين الحاضر المشرق والماضى البغيض وحلم صناعة المستقبل
"وقررا معا الركون إلى السكينة.. واقاما سورا عازلا بينهما وبين ماضيه الملطخ بالندم ."
لقد تصالحت مع الثورة مع الشعوب العربية وقررا معا أن يطويا صفحة الماضى المؤلم ليصنعا معا فى حال التماهى أحلام المستقبل
" كانت تعتقد في لحظة يقين بأن القرار المتأني سوف يدفع بها الى حياة هانئة على انقاض أحداث الماضي الثقيلة ..وإن تركت بقعا قاتمة على جدران الذاكرة والوجدان .. "
هنا يأتى ما يسمى بالواقعية المباشرة التى تجعل العمل محمولا على الإقناع العقلى، فسلطة الماضى لا تنقطع عن التأثير فى الحاضر، لكن علينا أن ننقى الماضى من شوائبه المعرقله ليصبح ملائما للحاضر الجديد، فهى حين انتشت للتخلص من الماضى، وجدت أنها فى طريقها إلى الانهيار، فعلمت أن جرحها لايبرأ إلا بأن يُراق على جوانبه الدم
وهنا تناصت القصة مع الشعر فى معنى الحرية التى تُنتزع بالدم ،ومالت القصة إلى الواقعية السحرية، وإن لم تتعمق فيها ،وإن كانت القاصة قد استبدلت الدم بالمشاعرفإنما ذلك لتضفى على القصة نوعا من الواقعية الفنية
ثم تنتهى القصة نهاية مباشرة كاشفه عن علاقة الرمز بالواقع
" هي تريد إسقاط نظامه الجائر.. هو يريد المواجهة على أنقاض قصة حب ..اختصرت يوما كل احلام الدنيا.! "
لقد سرق ال "هو" الثورة، ولم تنجح فى إسقاط نظامه الجائر الذى كانت لاتريده ،وهنا تتحق دلالة العنوان مكشوفة تماما بمعنى أعمق وأجمل وأكثر فنية، هذا ما تريده ال "هى" ،وهذا ما يريده ال "هو"
ثم نأتى على عتبة أخرى تؤكد هذا التأويل، وهى التاريخ الذى جاء فى نهاية القصة
" 8\5\2011 "
ثم عبارة " من وحي ثورة " 25 يناير في مصر "
فهذا التركيب يفضى إلى دلالة التخصيص فى القصة، فهذه القصة كتبت للثورة المصرية وكيف تم سرقتها وتحولت إلى أنثى حائرة خائبة لم تستطع أن تحقق ما تريده ،وهذه العتبة كانت بؤرة مضيئة على الرمز الذى وظفته القصة للتعبير عن الثورة ،وهو رمز المرأة، ولقد نجحت القصة بامتياز فى توظيف هذا الرمز عبر الفضاء المكانى المفتوح، والفضاء الزمانى المحدد ،والنمو الدرامى العجيب فى أن تخلق قصة للقراءة المباشرة السطحية ،وقصة للعمق القرائى ،وهى بذلك تخاطب كل الفئات وترضى كل الأذواق متأثرة فى ذلك بالعمل الصحفى المراوغ
واعتمدت القصة على "الفلاش باك" أو الاسترجاع فى أنها بدأت من النهاية ثم جاء متن القصة مفسرا لهذه النهاية، مما أكسبها نوعا من التشويق عمقه تكرار الاسئلة القلقة ،والتى تدفع القارئ إلى البحث عن الإجابات المختلفة لهذه الاسئلة، فيزداد التصاقا بالعمل وتتحقق لديه لذة التلقى
هى تريد – أعنى الكاتبة - أن تكون القصة معبرة عن واقع معين فى زمن محدد ،مما يدخل القصة فى التاريخ الفنى للواقع ويضفى عليها نوعا من الجمال باستخدام اللغة البسيطة والمراوغة أيضا

descriptionحصريرد: قصة وقراءة

more_horiz
 نقد اعتمد المدلول الرمزي والملموس بإلاضافة للدوال الواقعية التي رافقت القصة والتي عكست الكثير من المعطيات النفسية الاجتماعية  برؤيا نقدية رائدة

كل التحية والاحترام للقاصة والناقد

descriptionحصريرد: قصة وقراءة

more_horiz

البرقع اللامع
متولي


نقد يرتكز على نقطة الشعور النصي بادوات النص ذاته فكان نقدا فريدا في نوعه


ابدعت واكثر


تقديري



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى