يسعد مساكم بكل طيب أصدقائي. ...
المغرورة...الحلقة الأولى
بيروت مول ...كبير جداً...كأي مول يتمتع بطوابق متعددة...من هذه الزاوية ...وعند هذه الاستراحة ...سأتمكن من رؤية حنان عند وصولها...هذا الركن يكشف لي ممر الدخول...تأخرت قليلاً ...سأستبدل هذا الضجيج بقليل من الأغاني الهادئة.. بفضل سماعة هاتفي الجوال... ريثما تصل..
"الأكل والتسوق "..هما مركز إهتمام الناس في المول...منهم من سيقع أرضاً محملاً بالأكياس كالذي يعاقب نفسه...منهم من يتنقل من واجهة متجر الى أخرى متحسراً متألماً من الأسعار المرتفعة...وآخرون الجوع ضرب بطونهم...فإنكبوا غارات على مطاعمها...آه ه وما أجملهم هؤلاء الاطفال... يتنقلون صعوداً ونزولاً بالسلالم المتحركة... يمرحون عليه ...معتقدون أنه وسيلة للمرح...كم هم رائعون...ليتني أعود طفلة صغيرة...لأشاركهم البهجة ...
ها هي حنان ..آتية من بعيد...والإبتسامة تعلو وجهها ...تتقدم نحوي مسرعةً...ماذا دهاها !!!!...أشعر بها...وكأنها ستنكب طيرانا عن الارض لكي تختصر المسافة ...وكعادتها مستحيل أن تخبئ حصاة داخل فجوة فمها...من سرعة خطواتها... أدركت إنها تحمل حدث ما ..."الله يستر "...
حنان صديقة الطفولة....لم تتمتع بوجه جميل... لكنها تتميز بأخلاق عالية.. وقلب طيب...وإسمها دليل كافي... يعكس صفاتها...والدها رجل أعمال يعيش في الخليج... يأتي من وقت الى آخر لزيارة عائلته...وكان يوفر كل ملزماتهم المادية وبكثرة...وكانت حنان تتمتع بصفة الكرم كوالدها ... تهوى الأجواء المرحة...لذا إعتادت من وقت لآخر... بإحياء سهرة تجمع بها كل الأصدقاء...يتخللها الرقص والمرح والضحك حتى الصباح...فكانت هي المنقذ الوحيد لنا...والمتنفس الوحيد لمللنا...خاصةً مع تدهور الوضع الإقتصادي السيئ... ولا أذكر أننا إختلفنا يوماً ما.. كل أسرارها أمتلكها بحوزتي ...كنا نتقاسم كل شيء ...أحب طيبتها كثيراً...رغم إنها مضّرة لها.. أكثر الاحيان ...تكون أسيرة لساني الحاد في معاقبتها...لأن الناس أشبه بالذئاب...وكل منهم يحاول أن يفترس ما يتوفر له.... ها أنا أتأمل إقترابها من بعيد...لا أرى سوى هذه الشفاه تتحرك وعيونها تتكلم اشعاعا...وذراعيها تتراقص مشيرةً الى الجهة اليسرى ....ما خطبها!!!!
والبقية تأتي إنتظروني. ..