Ashikat El Roh
المرأة الوطواط ....الجزء الرابع والأخير
لم أعطِ ذاكرتي مهلة للتفكير في الإلتفات أو عدمه ...حتماً "هو" ولا شيء أجمل من إلتقاء عيون تلهث إشتياقا" لرؤيته...رؤية عيون واسعة تبتسم لي...ها أنا من جديد قطعة حلوى يبتسم لها...مع خفقان قلبي بطريقة غير مألوفة...خفقات سريعة تطلعني وتؤكد لي الوقوع في حب جديد...حب ذلك الرجل الغريب...
"أليس غريباَ أن نلتقي هنا أيضا" هذه أول جملة تفوه بها...
أجبته:" حتماً هناك سبب يجمعنا...ألا تعتقد بأن القدر يساوم على ذلك؟"...
قال:" طبعا هناك سبب "...وإبتسم مجدداً ...كأنه يطلعني أيضاً على شعوره تجاهي...
وأضاف:" هل تحبين اللوحات؟ إنها حقاً جميلة..أعشق الفن..."
أجبته:" أصبح لدينا مشترك جديد إضافة الى الروح المرحة"....
قال:" كان هناك مشترك بيننا من أول يوم رأيتكِ فيها....كان حوض الملبوسات أول دافع للقائنا.."..وضحك بصوت مرتفع وذكرى ماضية ترشدني الى السباحة في حوض الملبوسات...وإندفاعي الى مساعدته....
أكملنا المعرض بالتنقل وتبادل الآراء حول كل لوحة...وكانت دائماً أراؤنا مشتركة...هل هذا لقاء آخر بدون موعد أيضا"...هل كنا نعلم إننا سنلتقي دون إنذار مسبق...وإنتهت جولتنا بدعوته لي الى إرتشاف قهوة..مع تلبيتي دعوته دون إنزعاج أو رفض...بل تقبلها بمرح...ودردشنا طويلاً ..وغصنا أيضاً في خصوصيات بعضنا البعض...حيث أطلعني على سر زواجه بتلك السيدة المتعجرفة...كانت إحدى أقاربه...ومنذ الصغر كانوا يقولون ...جاد لمروى...ومروى لجاد...حيث ترسخت الفكرة...وأصبحت قيد التنفيذ...وتمت دون نقاش....وكان هذا هو القرارالذي توصل له لاحقاً بعد الزواج....الحبس المؤبد ...كان لا بد أن يستمر به كجميع الناس...وكان يقنع نفسه دوماً بأن لا مهرب منه رغم إختلاف شخصيتهما..كان يعطيها دائما فرصة للتغيير....وبأنه يجب أن يكون هناك دافع أقوى الى الإنفصال....إلا أن إلتقى بي..وأصبحت أنا هو هذا الدافع....تغيرت وجهة نظره...وتحول قراره بالإستمرار به الى الاعدام شنقاً.....هذا هو إعترافه الرسمي المباشر...دون خجل ...دون حسابات...دون خوف من ردة فعلي...لم يكن هذا الإعتراف وقعه سلبي اكثر من إستمراره في مهذلة زواجه....كان هذا هو قراره الأخير...
وعمّ الصمت لحظات...كان يتأمل جوابي...أما أنا ...فإبتدأ عندي تأنيب الضمير...هل حقاً ما كنت أتشوق له تحول الى كابوس...كابوس الفراق...أصبحت ألعب دور آداة النهي...إفترقنا بعد هذا البوح...لم أنطق بكلمة بعد ما أطلعني على خطته...كانت أشبه بصدمة صغيرة...زوّدني ببطاقة تحمل أرقام تلفونه ومركز عمله...آملاً مني الإتصال عما قريب...للربط على موعد ولقاء مسبق...وكان هذا هو التغيير....لم يعد القدر يلعب بنا ...أصبحت اللعبة بأيدينا....
توجهت الى منزلي...وأنا معدمة النفسية....تلاشى هذا الشوق فجأة...لم يعد إندفاعي تجاهه قوي...دخلت غرفتي...أغلقت الباب على نفسي...ولمدة شهر من التفكير المستمر...وعلى نفس الحالة...هل أنا السبب ؟...أم كان قرار منه مسبق بحاجة الى أنثى كي يعدل عن إستمراره بالزواج..تحولت فجأة الى ركلة كرسي الإعدام...وتحول?ت زوجته الى المجرم التي تلتف حول رقبتها حبل المشنقة....ما عدت أنظر لنفسي سوى بأنني مذنبة....مذنبة تهدم حياة إمرأة أخرى...لكن لماذا أنا المرأة المنقذة تتحول الى المرأة المذنبة...شهر طويل من التفكير والتحليل الى أن....
تطرقت للوصول أخيرا" والإقتناع ب...إن لم أكن "أنا" ستكون "أخرى"...لم أكن سوى بصمة حبر لهذا القلم الذي وقع به أخيراً إمضائه على مرسوم إنفصاله المعّد له سابقاً...
لماذا سأقف مكتوفة اليدين ...وأرى الفرصة أمامي وأركلها..لقد باتت الكرة في ملعبي...
لماذا سأقضي بقية عمري نادمة على حب أضعته قدم لي على طبق من ذهب....
هيا إنتفضي يا إمرأة الوطواط وإرتدي معطفك من جديد فهو لا يليق إلا بكِ وأنقذي نصفكِ الآخر المتدهور....
وتجددت لهفة شوقي تجاهه بعد توصلي لهذا الاقتناع....وغمرني الفرح كتلك الآنسة التي ربحت مليون دولار من ورقة يانصيب...من ورقة حظ...وبدأت سعادتي ترفرف في أجواء قلبي...بدأت أتنقل داخل غرفتي يميناً ويساراً...تائهة ...محتارة..أراقب خطواتي ورأسي منخفض...أعرك فروة رأسي بأظافري....من أين أبدأ..أصابعي الخمسة تلتقط أسفل ذقني بسردة من التفكير....لأعود وأسحب بطاقته من حقيبة يدي وأرميها على السرير تارة... ثم أقف أتأمل عيوني البارقة اللاهثة للقاء جديد به وكلتا كف يديّ يسند خدودي تارة أخرى ....أفتح درفة خزانة ملبوساتي ملقية نظرة على الثوب الذي سأرتديه في موعدي حين.ثم أغلقها والنظر الى هاتفي حين آخر....جرأتي تتكاثف مع سعادتي...ويدي لم تتردد للإتصال به....
حتى رنين الهاتف كان شوقه أسرع مني...برنة واحدة ..وكلمة ألو واحدة فقط.....صوته الحنون تصاعد ...بنغمة موسيقية هادئة...ولحناً يغزل الكلمات قائلاً .." تمارا حبيبتي....كنت أدرك بأنك لن تخذلينني...كنت متأكد بأن رابط ما يجمعنا...كنت أعلم بإتصالك حتى لو تأخرتي..كنت أنتظركِ....كنت أشعر بأن ملاك الحب ألقى تعويذته علينا....أصبحت على يقين الآن بأنك قدري "....
هكذا كانت حالتي " جاد وتمارا"....
ليالي من السهر حيارا....حتى تجرأت وبحبي أعلنت قراري.. إلتقينا...إجتمعنا...مراراً وتكراراً ...وأجواء الحب غمرتنا...وبالغرام رقصنا وغنينا.....
ما بين قدري وقدره...كان فقط قدر الحب هو الرابح بصفقته وملاك الحب بتعويذته....
بالعشق إسمترينا....وبزواجي به أقدمنا....وعلى السراء والضراء أقسمنا وتعاهدنا...
وبنجاح خطواتنا إنتهينا...
النهاية
المرأة الوطواط ....الجزء الرابع والأخير
لم أعطِ ذاكرتي مهلة للتفكير في الإلتفات أو عدمه ...حتماً "هو" ولا شيء أجمل من إلتقاء عيون تلهث إشتياقا" لرؤيته...رؤية عيون واسعة تبتسم لي...ها أنا من جديد قطعة حلوى يبتسم لها...مع خفقان قلبي بطريقة غير مألوفة...خفقات سريعة تطلعني وتؤكد لي الوقوع في حب جديد...حب ذلك الرجل الغريب...
"أليس غريباَ أن نلتقي هنا أيضا" هذه أول جملة تفوه بها...
أجبته:" حتماً هناك سبب يجمعنا...ألا تعتقد بأن القدر يساوم على ذلك؟"...
قال:" طبعا هناك سبب "...وإبتسم مجدداً ...كأنه يطلعني أيضاً على شعوره تجاهي...
وأضاف:" هل تحبين اللوحات؟ إنها حقاً جميلة..أعشق الفن..."
أجبته:" أصبح لدينا مشترك جديد إضافة الى الروح المرحة"....
قال:" كان هناك مشترك بيننا من أول يوم رأيتكِ فيها....كان حوض الملبوسات أول دافع للقائنا.."..وضحك بصوت مرتفع وذكرى ماضية ترشدني الى السباحة في حوض الملبوسات...وإندفاعي الى مساعدته....
أكملنا المعرض بالتنقل وتبادل الآراء حول كل لوحة...وكانت دائماً أراؤنا مشتركة...هل هذا لقاء آخر بدون موعد أيضا"...هل كنا نعلم إننا سنلتقي دون إنذار مسبق...وإنتهت جولتنا بدعوته لي الى إرتشاف قهوة..مع تلبيتي دعوته دون إنزعاج أو رفض...بل تقبلها بمرح...ودردشنا طويلاً ..وغصنا أيضاً في خصوصيات بعضنا البعض...حيث أطلعني على سر زواجه بتلك السيدة المتعجرفة...كانت إحدى أقاربه...ومنذ الصغر كانوا يقولون ...جاد لمروى...ومروى لجاد...حيث ترسخت الفكرة...وأصبحت قيد التنفيذ...وتمت دون نقاش....وكان هذا هو القرارالذي توصل له لاحقاً بعد الزواج....الحبس المؤبد ...كان لا بد أن يستمر به كجميع الناس...وكان يقنع نفسه دوماً بأن لا مهرب منه رغم إختلاف شخصيتهما..كان يعطيها دائما فرصة للتغيير....وبأنه يجب أن يكون هناك دافع أقوى الى الإنفصال....إلا أن إلتقى بي..وأصبحت أنا هو هذا الدافع....تغيرت وجهة نظره...وتحول قراره بالإستمرار به الى الاعدام شنقاً.....هذا هو إعترافه الرسمي المباشر...دون خجل ...دون حسابات...دون خوف من ردة فعلي...لم يكن هذا الإعتراف وقعه سلبي اكثر من إستمراره في مهذلة زواجه....كان هذا هو قراره الأخير...
وعمّ الصمت لحظات...كان يتأمل جوابي...أما أنا ...فإبتدأ عندي تأنيب الضمير...هل حقاً ما كنت أتشوق له تحول الى كابوس...كابوس الفراق...أصبحت ألعب دور آداة النهي...إفترقنا بعد هذا البوح...لم أنطق بكلمة بعد ما أطلعني على خطته...كانت أشبه بصدمة صغيرة...زوّدني ببطاقة تحمل أرقام تلفونه ومركز عمله...آملاً مني الإتصال عما قريب...للربط على موعد ولقاء مسبق...وكان هذا هو التغيير....لم يعد القدر يلعب بنا ...أصبحت اللعبة بأيدينا....
توجهت الى منزلي...وأنا معدمة النفسية....تلاشى هذا الشوق فجأة...لم يعد إندفاعي تجاهه قوي...دخلت غرفتي...أغلقت الباب على نفسي...ولمدة شهر من التفكير المستمر...وعلى نفس الحالة...هل أنا السبب ؟...أم كان قرار منه مسبق بحاجة الى أنثى كي يعدل عن إستمراره بالزواج..تحولت فجأة الى ركلة كرسي الإعدام...وتحول?ت زوجته الى المجرم التي تلتف حول رقبتها حبل المشنقة....ما عدت أنظر لنفسي سوى بأنني مذنبة....مذنبة تهدم حياة إمرأة أخرى...لكن لماذا أنا المرأة المنقذة تتحول الى المرأة المذنبة...شهر طويل من التفكير والتحليل الى أن....
تطرقت للوصول أخيرا" والإقتناع ب...إن لم أكن "أنا" ستكون "أخرى"...لم أكن سوى بصمة حبر لهذا القلم الذي وقع به أخيراً إمضائه على مرسوم إنفصاله المعّد له سابقاً...
لماذا سأقف مكتوفة اليدين ...وأرى الفرصة أمامي وأركلها..لقد باتت الكرة في ملعبي...
لماذا سأقضي بقية عمري نادمة على حب أضعته قدم لي على طبق من ذهب....
هيا إنتفضي يا إمرأة الوطواط وإرتدي معطفك من جديد فهو لا يليق إلا بكِ وأنقذي نصفكِ الآخر المتدهور....
وتجددت لهفة شوقي تجاهه بعد توصلي لهذا الاقتناع....وغمرني الفرح كتلك الآنسة التي ربحت مليون دولار من ورقة يانصيب...من ورقة حظ...وبدأت سعادتي ترفرف في أجواء قلبي...بدأت أتنقل داخل غرفتي يميناً ويساراً...تائهة ...محتارة..أراقب خطواتي ورأسي منخفض...أعرك فروة رأسي بأظافري....من أين أبدأ..أصابعي الخمسة تلتقط أسفل ذقني بسردة من التفكير....لأعود وأسحب بطاقته من حقيبة يدي وأرميها على السرير تارة... ثم أقف أتأمل عيوني البارقة اللاهثة للقاء جديد به وكلتا كف يديّ يسند خدودي تارة أخرى ....أفتح درفة خزانة ملبوساتي ملقية نظرة على الثوب الذي سأرتديه في موعدي حين.ثم أغلقها والنظر الى هاتفي حين آخر....جرأتي تتكاثف مع سعادتي...ويدي لم تتردد للإتصال به....
حتى رنين الهاتف كان شوقه أسرع مني...برنة واحدة ..وكلمة ألو واحدة فقط.....صوته الحنون تصاعد ...بنغمة موسيقية هادئة...ولحناً يغزل الكلمات قائلاً .." تمارا حبيبتي....كنت أدرك بأنك لن تخذلينني...كنت متأكد بأن رابط ما يجمعنا...كنت أعلم بإتصالك حتى لو تأخرتي..كنت أنتظركِ....كنت أشعر بأن ملاك الحب ألقى تعويذته علينا....أصبحت على يقين الآن بأنك قدري "....
هكذا كانت حالتي " جاد وتمارا"....
ليالي من السهر حيارا....حتى تجرأت وبحبي أعلنت قراري.. إلتقينا...إجتمعنا...مراراً وتكراراً ...وأجواء الحب غمرتنا...وبالغرام رقصنا وغنينا.....
ما بين قدري وقدره...كان فقط قدر الحب هو الرابح بصفقته وملاك الحب بتعويذته....
بالعشق إسمترينا....وبزواجي به أقدمنا....وعلى السراء والضراء أقسمنا وتعاهدنا...
وبنجاح خطواتنا إنتهينا...
النهاية