برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionالمرأة الوطواط - الجزء الثاني Emptyالمرأة الوطواط - الجزء الثاني

more_horiz
By عہاشہقہة الہروحۓ
المرأة الوطواط.....الجزء الثاني



مجموعة من الصبايا تنتظر نزولي...إعتدنا المشاركة بها...فالأجواء بإزدياد العدد تضفي مرحاً في تمضية رحلتنا البحرية...وكنت آخر عدد يصعد هذه الحافلة مع عمو أبو طوني...فكان هو وسيلة النقل لنا دائما...ومدفوعاتنا بالنسبة له كانت "لقطة" خاصة بأن رزقه يعتمد على هذه الآلة المتحركة التي تتوقف في فصل الصيف لتستعد للتلاميذ في فصل الشتاء...وكنا مدخوله الوحيد في هذا الموسم....

الموسيقى تعلو أجواء فضاء الحافلة...والجيرة على الشرفات إلتمت على هذا الصوت...فالصبايا لا تكمل فرحتهم الا بالتصفيق والأغاني...يستغلون كل دقيقة ولا يتركونها تذهب سدىً...فخجلت من هذا الموقف لأنه مصدر إزعاج للآخرين...لكن سرعان ما إنطلق عموأبو طوني بنا...وإبتدأت رحلتنا.....

وصلنا محطة البحر بأمان ....خاصة تفاعل عمو أبو طوني مع الصبايا...فشعرت بأن الحافلة ستتدهور بنا....لكنها عدّت على خير....ترجّلنا الحافلة ودخلنا المسبح...كنا أشبه بمركز الاعاشة وقت الحرب...وصفوف الناس لدخول المسبح يشبه طابور الخبز والحرمان....

الشمس مشرقة ...الطقس جميل...رائحة البحر المنعشة تفوح مع إنقلاب أمواجه المستمرة....تمركزنا على الشاطئ ...ألقينا رحالنا على رماله الساخنة....وتبعثرت أغراضنا عليه....

الصبايا يغتالون مياه البحر بهجومهم عليه...كعناصر الجيش في جبهة عسكرية...منهم من يتسابق لخوض السباحة ...منهم من يتقاذف بالرمال...أجواء ممتعة لا يسعني وصف لكم هذا المشهد فهو رائع....

تمددت على هذا الكرسي الطويل...وجعلت أغراضي بمتناول يدي...كل شيء من حولي...وأخذت نفس عميق أتحضر لغفوة تحت سنابل الشمس الذهبية...هيأت نفسي لإستلقاء ممتع مستغلة هدوء أصحابي بينما هم يسبحون ويتعاركون....

بعد مرور القليل من الوقت بدأت أصواتهم تقترب...مازالت عيوني مغلقة...وبدأت الأحاديث تشتبك مع بعضها البعض...يتحاورون ...يضحكون...وما لفت إنتباهي...حوار دار بين صديقتي وإحدى أقاربها...أسمعهم دون رؤيتهم...إنهم إحدى أقاربها دون شك...هذا ما إستنتجته من الحوار...وتقديم دعوة لهم بالإنضمام لمجموعتنا...ورحبوا بدورهم بالفكرة عند سماعي صوت رجل يقول :" أكيد طبعا" يسعدنا ذلك..."...ما شدّ إنتباهي أكثر لهجته ... فهذا الصوت قد خرق أذني قبل الآن...فضولي دفعني الى فتح عيوني ورفع رأسي لأستكشف من هو هذا المتكلم....وإذا بي....

كالصاعقة أجد نفسي أمام مرآة ترتديني....وعيون خارجة من وجهها تنظر باندهاش نحوي....تتأملني حين ...لتعود وتتأمل نفسها حين آخر....تطرح على نفسها بلغة صامتة ما هذه الصدفة....حتى الإكسسوارات متشابهة...لتعود وتنفض رأسها يميناً وشمالاً مع حركة بسيطة بأسفل فمها تشير الى كلمة " ممكن" كأنها تعطي نفسها إجابة صامتة أخرى..لكن لايسعني وصف لكم هذا المشهد فكنا مثل " سنوبي ودروبي" في هذا اللباس....وإبتسامة عريضة تعلو وجه الرجل..

لكن السؤال أي "رجل "؟....إنه "هو" الرجل الذي إلتقيته بالمتجر.... ينظر بإتجاهي وكأني صحن حلوى قد تم الحصول عليه...بينما صديقتي منهمكة بتزويدي معلومات عنهم والفرح يغمرها بإلتقائهم...فهم أقاربها المقيمون في الغربة...جاؤوا لتمضية عطلة الصيف عندنا في البلد....ونادراً ما تصادفهم....غريبة هي الحياة فبتّ أشاركها الصدفة نفسها...

هذا الرجل يتميز بروحه المرحة عكس تماماً ما هي عليه تلك الأنثى التى تجاوره...فمنذ وصولها وهي كتومة بينما هو يتحدث ويلقي علينا النكت والأحاديث الطريفة...الإبتسامة لا تفارق وجهه بينما هي مكشّرة الوجه ما يجعلك تعتقد بأنها تشمّ رائحة كريهة أشبه بالسردين...لاتشاركنا حتى الضحك...طرحت على نفسي سؤال...هل سمعت هذا الحديث سابقاً أم هي باردة؟...لكنني إستنتجت أخيراً بأنها متعجرفة....لكن كيف شاء القدر له إختيارها من بين ألوف النساء...كيف إلتقيا وكل منهما طبعه مختلف عن الآخر؟...هل كان بصره ضعيف ؟ أم إنقطعت نساء الكون...؟

عجباً لو كنتم مكاني لخالجتكم نفس الأسئلة...فهو يدخل القلب ...شعرت به...فهو يشبهني بتصرفاته... ما أكد لي ذلك...عندما رآني أتأمل زوجته وأدرك ما يجول بخاطري...فكان جوابه كملحق لي بصوت منخفض :" عليكي طالع أحلى" مع إضافة غمزة من عيونه مشيراً إلى اللباس البحري...أما أنا فكانت ردّة فعلي بالإحمرار خجلاً و الإبتسامة الرقيقة ...

فالمسكين يخفض صوته كي لا تسمعه هذه الشمطاء الكسول التي تلازمه....فتمنيت في هذه اللحظة لو كنت أملك وسادة كي أضعها على رأسها وأجعلها تختنق وتموت...وأكون المرأة الوطواط مرة أخرى

كي أنقذه من هذا المأزق الذي وضع نفسه به....كم كنت شريرة بهذه الفكرة... سأكرر القول لكم لو كنتم مكاني لتمنيتم أكثر من ذلك....إمرأة متعجرفة تستحق رجل يشبهها...أما هو فأنا من يستحقه....لا أدري لماذا راودتني هذه الفكرة....

للمزيد بقية إنتظروني...

 سوزان حمودي
بيروت - لبنان

descriptionالمرأة الوطواط - الجزء الثاني Emptyرد: المرأة الوطواط - الجزء الثاني

more_horiz
 المرأة الوطواط - الجزء الثاني Images?q=tbn:ANd9GcQMQKv7BSko53joynyMUwDaA74gY-v66KtaSbc3JyT1RLr6gfAv

انها تلك الناظرة للمجهول فماذا ستحمل لنا من مفاجات

رائعة يا عاشقة

بانتظار التتمة

descriptionالمرأة الوطواط - الجزء الثاني Emptyرد: المرأة الوطواط - الجزء الثاني

more_horiz
 مشوقة  جدا يا عاشقة
أنتظر معك ما ستفعل هذه المراة الوطواط بهذا الرجل المتواجد  بين الأعراف


محبتي

descriptionالمرأة الوطواط - الجزء الثاني Emptyرد: المرأة الوطواط - الجزء الثاني

more_horiz
أستاذ محمد ...روعة مرورك وعطر كلماتك...تحياتي. ..

descriptionالمرأة الوطواط - الجزء الثاني Emptyرد: المرأة الوطواط - الجزء الثاني

more_horiz
هنالك الكثير والكثير سيدتي. . لمرورك عطر النرجس شيرين...تحياتي

descriptionالمرأة الوطواط - الجزء الثاني Emptyرد: المرأة الوطواط - الجزء الثاني

more_horiz
عزيزتي أنتظر البقيةبلهفة
لك مني كل مودة

descriptionالمرأة الوطواط - الجزء الثاني Emptyرد: المرأة الوطواط - الجزء الثاني

more_horiz
شكراً براءة ولحماسكِ..أغدقتني بالزبق في مروركِ...تحياتي...

descriptionالمرأة الوطواط - الجزء الثاني Emptyرد: المرأة الوطواط - الجزء الثاني

more_horiz
شكراً براءة ولحماسكِ..أغدقتني بالزبق في مروركِ...تحياتي...

descriptionالمرأة الوطواط - الجزء الثاني Emptyرد: المرأة الوطواط - الجزء الثاني

more_horiz
رائعة يا عائشه وأنتظر البقيه بفارغ الصبر

descriptionالمرأة الوطواط - الجزء الثاني Emptyرد: المرأة الوطواط - الجزء الثاني

more_horiz
تحياتي استاذ مختار...
معك عاشقة الروح Smile



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى