ركضت بدون أدنى وعي إلى تلك الشقة من ذاك المبنى ،سمعت أن الشاب "محمد" قد تم الافراج عنه بعملية تبادل الأسرى التي حدثت مؤخراً ،دخلت متلهفاً لأسأله إن كان يعرف أية شيء عن ابني "يمان" الذي اعتقل أيضا من الجامعة كما حدث مع محمد ،لماذا؟ لأنهما فقط أبديا رأييهما وقاما بنقد النظام الذي تلتف حوله هالة من "التقديس" الذي لا ينبغي لأحد مسها!
جرأة قتلت مئات الشباب
دخلت الشقة لأرى شاباً أشعث مغبر الشعر ، يبدو على وجهه وجسده النحيل المنهك آثار التعذيب والضرب ،هذا بالفعل معتقل سابق بسجن سوري!
سالت دموع عفوية وأنا أهمس :هل رأيت يمان؟
طأطأ محمد برأسه بلحظةٍ لم أعد أقوى بها على الوقوف ،رميت نفسي على أقرب أريكة ،حبيبات العرق على جبهتي تتجمد ،الدماء بعروقي توقفت للحظة ،التفت الى أم محمد التي انهارت بالبكاء
همست لها :أتبكين؟ ... تعالي ،تعالي وابكي معي!
تعالي وشاركيني اغنية العذاب التي أغنيها بحنجرة مختنقة منذ أن غاب ابني عن عيني
كان علي تقديم بعض النصائح ليمان بهذه الأزمة التي تعصف بنا ،ولكن من الصعب أن نميز بين الخطأ والصواب بعالم تملأه الفوضى ،أن ندرك من الجاني ،ولكنني أرى منذ الضحية بكل وضوح ... أنهم ابناءنا .... وطننا
منذ اللحظة الأولى التي حملت يمان بها ،أردته أن يكبر ،أن يحب ،أن يحلم وأشاركه أحلامه ... وفجأة كل هذا سُلِبَ مني
تمالكت نفسي :هل سأرى ابني مجدداً
أجاب : هذا ما آمله ،أنا لم أرى يمان أبداً طيلة فترة احتجازي ،سيدتي ،أنا حقاً لا أعرف شيئاً عنه أطلاقاً
عندما تم اعتقاله ، بالبدء اجتاحتني الصدمة ،وبعدها جلست على مقعد الانتظار ،كلما طُرِقَ الباب أصيح "أنه هو " وكلما رُنًّ الهاتف أهرع "لعلّه هو " وبعدها بدء الأمل يتلاشى شيئاً فشيئاً ليحتل اليأس أعماقي ،قلبي ينتحر بكل لحظة و انا أصغي لكلام زوجي :"دعينا ننسى"
كيف يطلب من أم أن تنسى ابنها ،أنها لا تنسى أبداً تلك الحياة التي دبت بجسدها يوماً ،أفنيت العمر من أجله وأخذوه بكل بساطة ،أيّاً كان خطأ يمان فانا من دفعت ثمنه ،مشيت للخارج وأنا أجر أذيال الخيبة ،استوقفني صوت أم محمد :"فليكن الرب بعونك ، وبعون كل أم تمر بما نمر به"
عدل سابقا من قبل براءة حسين في الأحد يونيو 16, 2013 11:54 pm عدل 2 مرات
جرأة قتلت مئات الشباب
دخلت الشقة لأرى شاباً أشعث مغبر الشعر ، يبدو على وجهه وجسده النحيل المنهك آثار التعذيب والضرب ،هذا بالفعل معتقل سابق بسجن سوري!
سالت دموع عفوية وأنا أهمس :هل رأيت يمان؟
طأطأ محمد برأسه بلحظةٍ لم أعد أقوى بها على الوقوف ،رميت نفسي على أقرب أريكة ،حبيبات العرق على جبهتي تتجمد ،الدماء بعروقي توقفت للحظة ،التفت الى أم محمد التي انهارت بالبكاء
همست لها :أتبكين؟ ... تعالي ،تعالي وابكي معي!
تعالي وشاركيني اغنية العذاب التي أغنيها بحنجرة مختنقة منذ أن غاب ابني عن عيني
كان علي تقديم بعض النصائح ليمان بهذه الأزمة التي تعصف بنا ،ولكن من الصعب أن نميز بين الخطأ والصواب بعالم تملأه الفوضى ،أن ندرك من الجاني ،ولكنني أرى منذ الضحية بكل وضوح ... أنهم ابناءنا .... وطننا
منذ اللحظة الأولى التي حملت يمان بها ،أردته أن يكبر ،أن يحب ،أن يحلم وأشاركه أحلامه ... وفجأة كل هذا سُلِبَ مني
تمالكت نفسي :هل سأرى ابني مجدداً
أجاب : هذا ما آمله ،أنا لم أرى يمان أبداً طيلة فترة احتجازي ،سيدتي ،أنا حقاً لا أعرف شيئاً عنه أطلاقاً
عندما تم اعتقاله ، بالبدء اجتاحتني الصدمة ،وبعدها جلست على مقعد الانتظار ،كلما طُرِقَ الباب أصيح "أنه هو " وكلما رُنًّ الهاتف أهرع "لعلّه هو " وبعدها بدء الأمل يتلاشى شيئاً فشيئاً ليحتل اليأس أعماقي ،قلبي ينتحر بكل لحظة و انا أصغي لكلام زوجي :"دعينا ننسى"
كيف يطلب من أم أن تنسى ابنها ،أنها لا تنسى أبداً تلك الحياة التي دبت بجسدها يوماً ،أفنيت العمر من أجله وأخذوه بكل بساطة ،أيّاً كان خطأ يمان فانا من دفعت ثمنه ،مشيت للخارج وأنا أجر أذيال الخيبة ،استوقفني صوت أم محمد :"فليكن الرب بعونك ، وبعون كل أم تمر بما نمر به"
عدل سابقا من قبل براءة حسين في الأحد يونيو 16, 2013 11:54 pm عدل 2 مرات