للشاعرة مريم ( تفاحة وفاء)
تصدير
عاشق أتدحرج في عتمات الجحيم
حجرا غير أني أضيئ
لي موعدٌ مع الكاهنات
في سرير الإلاه القديم
( أدونيس)
مدخل
عندما كانت الكلمة مفهوما من اكثر المفاهيم صعوبة واثارة للجدل فى الأوساط اللسانية واللغوية قديما وحديثا.. وقد سلكت شاعرتنا (مريم تفاحة وفاء )
لاتخاذ المفهوم الدالى للاشارة فى الشعر لتكون غير تلك الّتى فى القاموس . وجعلت بينهما من التفاصيل ما بينهما من التواصل لتختلف عن لغة الآخرين تميزا .. فالشعر كما يقول مولينو و طامين يستعمل لغة اخرى غير لغة كل يوم .. وقد تميزت شاعرتنا بعذوبة الفاظها ورقتها وانوثتها فى شراسة احيانا وفى تعبير مستباح يفوق المعتاد المعروف عن الشاعرات المعاصرات ..ولعل اختلاف معجم شاعر عن شاعر آخر مردّه الى الاختيارات المخصوصة الّتى تسم اسلوب كل شاعر وتجعله منفردا ومختلفا عن غيره كما هو الحال هنا فى قصيدة
شاعرتنا (يقول جارى )
يقول جاري
استهل بالعنوان بداية قرائتى للقصيد .. المنسب للجار
جار الحرف والفكر
جار الرؤية الشعرية فى مكنون القول
من هنا انطلقت شاعرتنا بنا فى رحلتها عبر اطوار القصيد
أني سَقطتُ مِن حبل الغسيل
فثيابيّ القُطنية دوماً مُبَلله
لا امسك القَلم إلاّ حين تكون أصابعيّ ثائرة
وحروفي دوماً مبهمة ..!
تأملوا معى كيف جعلت الشاعرة من حبرها حبل غسيل لتسطق منه فى كلماتها المكشوفة حسا ومشاعر امام جارها المتشبع بالشعر .. وتوهمه ان ملابس القطن هى مشاعر روحانية دوما مبللة بالافكار تقطر بما يجوب فى وجدانها لتجعل الرؤية اعمق من كلمات مبسوطة يداها يرى الجميع ما تخفيه بين السطور
يَقولُ ..
بأني امرأة نرجسية ..
اسقي الأزهار حافية
وتعود مرة اخرى لتجعل الجار على لسان قولها وهى ترسم لنا صورة عنها بانها نرجسية الهوى تسقى ورود الحروف عارية من الوجل بل لترتقى الى ابعد نقطة وهى تدوس ارض واقعنا باقدامها الحافية
أتمدد فوق أريكتيّ واكشف ساقي
وعين الشمس حامية
لا اكتب إلاّ وأنا عارية
وتردف فى وصفها عن عورة القلم حين نثر الحروف من دون خجل ولا خوف
وابتعادا عن المألوف فى ما مضى ولتجعل لها لغة خاصة المرادفات بمفهوم يكاد يكشف عن مضمونه للعموم كيف لا وهى تصف حرارة عناق قلمها بشمس صيف حامية ... كما انها تعقب بالقول بانها لا تكتب الا وهى مكشوفة المشاعر لا تبحث عن رداء لستر حروفها فى عورة قلم انثى اعتدنا انها لا تبوح بكلمات الحب الا من خلف حجاب
لا اضحك إلاّ حين تكون أُذن الليلِ غافية
أنام وعلى صدري نجمةٌ حائِرة
تستفيق وعيناها دامعةٌ باكية ..
وترحل بنا فى كينونة خلود الشاعر حيث الليل ساتر والحلم قاتم ليرسم للهيام اطلاق عنان المشاعر .. حتى اصغى الليل لها فى حلم داخل الحلم
حيث تنام وعلى صدرها نجمة لتصف بها ذاك الحلم الاخير داخل صدرها كأنه نجمة ليل تسكن السماء فى صورة شعرية اجادت بها القول والتعبير
وتعود بنا من سفرها البعيد الى مشاعرها المثقلة فى كاهية دمعة وكلنا ندرك ان للدّمع كيان وانها عطر ألم وعبير احساس مفقود
يَقول :
بأن أنين ريشتي ينقض وضوءه
ويثير الشُبهات في أركان غرفته المجاورة..
يُثرثر كثيراً فوق المكتَبْ
يُضحكني وأنا أحاول أنْ أكتُبْ ..
ادعوكم للتوقف قليلا هنا .. حتى نشاهد المشهد عن كثب .. اذ يسيطر على هذا الجزء من القصيد حقل دلالي فى الوصف والمعنى .. مرجعه جعل الشاعرة تتنفس داخل صورها الشعرية فى رؤى مختلفة ..
منها
ريشتي .. الوضوء .. اثارة الشبهات .. ثرثرة .. وضحك ..
كلها مدلولات تتحول من قول على لسان الجار الى خرق المألوف والسائد فى الكتابة المكررة عند أغلب الشعراء لتبتعد عن كل قديم وتؤسس معنى جديدا منعتقا من قيود حمرة خجل أقلام الإناث حتى نراها تسعى الى الالتحام بلحظة قلق استثنائية تجسدت فى أنين الريشة .. وتنزع عنها لبوسها المهترئ لتلبس القصيد اهداب روعة استثنائية .. حيث يكون دور الصفة فيها توضيح وتخصيص ومزيدا من البيان ..
جاري رجُل مُعَقدْ
لا يتحرك ويظل مجاوراً لذلك المِقْعَد
تعتبر ان الجار شريكها فى المقعد والزمن والمكان .. حتى أنّه شريكها فى الخلق والابداع فجعلته يلازمها اينما كانت
صَوت غِنائه يُربك سكون المساء المُهَذبَ
وقميصه المُقلم يخنق عُنْق الصُبحِ المُعَذبْ
يرشِقُ نَافِذتيّ سِراً بحباتِ زبيبْ
وجهراً من خلخال مفتاحي يتَهربْ
ولترسم من صوته سكونا للمساء وتجعل منه قميص او رداء الشوق فى قصيدها الم من خيوط رسمت على قميصه فى ولادة فجر .. ونلاحظ ان هذا الوصف يحتاج لأكثر من تعبير .. اذ ما ارادت ان تعبّر عن افكارها ومشاعرها مباشرة بل جعلت منها اقصوصة على لسان أنا الجار
لتجعل منه ذاك المشاغب الّذى يرشق النافذة بالحصى ويتهرب من رنة خلخال انثى يتوق شوقا للقائها .. وتستطرد من خيال أفكارها الوجود او التيه الجسدى لبطل القصيد
تُضْحِكُنيّ طقوس جاري العاطفية
يطرق بابي قبل العَصر و عند كُل عشية ..
تارة يتحجج بإطفاءِ المِصباح
وتارة بأوراق شَجرٍ على السور تُعيق سير الرياح
يسأل عن صحة أُمي
عن أعمار أحفادها الصِغَار.. عن أعمدة الكهرباء..
عن أي شيء يَجعل طَرق باب منزِلنا مُباح
ويُعيده ليُذكرنا
ألاّ ننسى سَكب الماء لعصافير الصباح..
وأنه ربما في حديقتنا اسقط قُفل المفتاح ..
يطرق بابي قبل العَصر و عند كُل عشية ..
تارة يتحجج بإطفاءِ المِصباح
وتارة بأوراق شَجرٍ على السور تُعيق سير الرياح
يسأل عن صحة أُمي
عن أعمار أحفادها الصِغَار.. عن أعمدة الكهرباء..
عن أي شيء يَجعل طَرق باب منزِلنا مُباح
ويُعيده ليُذكرنا
ألاّ ننسى سَكب الماء لعصافير الصباح..
وأنه ربما في حديقتنا اسقط قُفل المفتاح ..
يبدو انه لا النظرة الموضوعية ولا النظرة الذاتية قادرتان على بيان احتواء الاستعارة المنسوبة على لسان الجار الا ان الحوار الذاتى والدّالى كان فى محتواه رسالة فى التصوير الشعرى حيث تدرجت شاعرتنا بنا من سلم تصويرى وايحائى .. كما هو الحال هنا *
تُضْحِكُنيّ طقوس جاري العاطفية * لتجعل له طقوس يومية يمارسها لجلب الانتباه او ربما ليسرق منها نظارتها والاعجاب ..
ونلاحظ فى باقى القصيد ان الاستعارة عند شاعرتنا جمعت بين الذاتى والموضوعى وبين العقلانى والخيالى .. فكانت نتاج تفاعل الخطاب والتساؤل بين غموض ووضوح وبين فكرة وسؤال .. لترسم لنا من خيالها منظور فكرى فى شاعرية جديدة منفردة الكلمة التصوّرية لتحظى بحوار منتسب على لسان الآخر
يَظنُنيّ جاري
امرأة تَهوى فصول ومًقدمات العِشق المسرحية..
وتختتم مسرحية القصيد بظن الجار الّذى كاد يخيب فى فكرها لتصف شخصها بتلك المرأة الّتى تدرك فن المسرح الوجودى فى عالم الحب والعشق
كلمة شكر
شكرا لمن اتاحت لقلمى الابحار بين امواج ابداعها
شكرا شاعرتنا مريم ال ....
تصدير
عاشق أتدحرج في عتمات الجحيم
حجرا غير أني أضيئ
لي موعدٌ مع الكاهنات
في سرير الإلاه القديم
( أدونيس)
مدخل
عندما كانت الكلمة مفهوما من اكثر المفاهيم صعوبة واثارة للجدل فى الأوساط اللسانية واللغوية قديما وحديثا.. وقد سلكت شاعرتنا (مريم تفاحة وفاء )
لاتخاذ المفهوم الدالى للاشارة فى الشعر لتكون غير تلك الّتى فى القاموس . وجعلت بينهما من التفاصيل ما بينهما من التواصل لتختلف عن لغة الآخرين تميزا .. فالشعر كما يقول مولينو و طامين يستعمل لغة اخرى غير لغة كل يوم .. وقد تميزت شاعرتنا بعذوبة الفاظها ورقتها وانوثتها فى شراسة احيانا وفى تعبير مستباح يفوق المعتاد المعروف عن الشاعرات المعاصرات ..ولعل اختلاف معجم شاعر عن شاعر آخر مردّه الى الاختيارات المخصوصة الّتى تسم اسلوب كل شاعر وتجعله منفردا ومختلفا عن غيره كما هو الحال هنا فى قصيدة
شاعرتنا (يقول جارى )
يقول جاري
استهل بالعنوان بداية قرائتى للقصيد .. المنسب للجار
جار الحرف والفكر
جار الرؤية الشعرية فى مكنون القول
من هنا انطلقت شاعرتنا بنا فى رحلتها عبر اطوار القصيد
أني سَقطتُ مِن حبل الغسيل
فثيابيّ القُطنية دوماً مُبَلله
لا امسك القَلم إلاّ حين تكون أصابعيّ ثائرة
وحروفي دوماً مبهمة ..!
تأملوا معى كيف جعلت الشاعرة من حبرها حبل غسيل لتسطق منه فى كلماتها المكشوفة حسا ومشاعر امام جارها المتشبع بالشعر .. وتوهمه ان ملابس القطن هى مشاعر روحانية دوما مبللة بالافكار تقطر بما يجوب فى وجدانها لتجعل الرؤية اعمق من كلمات مبسوطة يداها يرى الجميع ما تخفيه بين السطور
يَقولُ ..
بأني امرأة نرجسية ..
اسقي الأزهار حافية
وتعود مرة اخرى لتجعل الجار على لسان قولها وهى ترسم لنا صورة عنها بانها نرجسية الهوى تسقى ورود الحروف عارية من الوجل بل لترتقى الى ابعد نقطة وهى تدوس ارض واقعنا باقدامها الحافية
أتمدد فوق أريكتيّ واكشف ساقي
وعين الشمس حامية
لا اكتب إلاّ وأنا عارية
وتردف فى وصفها عن عورة القلم حين نثر الحروف من دون خجل ولا خوف
وابتعادا عن المألوف فى ما مضى ولتجعل لها لغة خاصة المرادفات بمفهوم يكاد يكشف عن مضمونه للعموم كيف لا وهى تصف حرارة عناق قلمها بشمس صيف حامية ... كما انها تعقب بالقول بانها لا تكتب الا وهى مكشوفة المشاعر لا تبحث عن رداء لستر حروفها فى عورة قلم انثى اعتدنا انها لا تبوح بكلمات الحب الا من خلف حجاب
لا اضحك إلاّ حين تكون أُذن الليلِ غافية
أنام وعلى صدري نجمةٌ حائِرة
تستفيق وعيناها دامعةٌ باكية ..
وترحل بنا فى كينونة خلود الشاعر حيث الليل ساتر والحلم قاتم ليرسم للهيام اطلاق عنان المشاعر .. حتى اصغى الليل لها فى حلم داخل الحلم
حيث تنام وعلى صدرها نجمة لتصف بها ذاك الحلم الاخير داخل صدرها كأنه نجمة ليل تسكن السماء فى صورة شعرية اجادت بها القول والتعبير
وتعود بنا من سفرها البعيد الى مشاعرها المثقلة فى كاهية دمعة وكلنا ندرك ان للدّمع كيان وانها عطر ألم وعبير احساس مفقود
يَقول :
بأن أنين ريشتي ينقض وضوءه
ويثير الشُبهات في أركان غرفته المجاورة..
يُثرثر كثيراً فوق المكتَبْ
يُضحكني وأنا أحاول أنْ أكتُبْ ..
ادعوكم للتوقف قليلا هنا .. حتى نشاهد المشهد عن كثب .. اذ يسيطر على هذا الجزء من القصيد حقل دلالي فى الوصف والمعنى .. مرجعه جعل الشاعرة تتنفس داخل صورها الشعرية فى رؤى مختلفة ..
منها
ريشتي .. الوضوء .. اثارة الشبهات .. ثرثرة .. وضحك ..
كلها مدلولات تتحول من قول على لسان الجار الى خرق المألوف والسائد فى الكتابة المكررة عند أغلب الشعراء لتبتعد عن كل قديم وتؤسس معنى جديدا منعتقا من قيود حمرة خجل أقلام الإناث حتى نراها تسعى الى الالتحام بلحظة قلق استثنائية تجسدت فى أنين الريشة .. وتنزع عنها لبوسها المهترئ لتلبس القصيد اهداب روعة استثنائية .. حيث يكون دور الصفة فيها توضيح وتخصيص ومزيدا من البيان ..
جاري رجُل مُعَقدْ
لا يتحرك ويظل مجاوراً لذلك المِقْعَد
تعتبر ان الجار شريكها فى المقعد والزمن والمكان .. حتى أنّه شريكها فى الخلق والابداع فجعلته يلازمها اينما كانت
صَوت غِنائه يُربك سكون المساء المُهَذبَ
وقميصه المُقلم يخنق عُنْق الصُبحِ المُعَذبْ
يرشِقُ نَافِذتيّ سِراً بحباتِ زبيبْ
وجهراً من خلخال مفتاحي يتَهربْ
ولترسم من صوته سكونا للمساء وتجعل منه قميص او رداء الشوق فى قصيدها الم من خيوط رسمت على قميصه فى ولادة فجر .. ونلاحظ ان هذا الوصف يحتاج لأكثر من تعبير .. اذ ما ارادت ان تعبّر عن افكارها ومشاعرها مباشرة بل جعلت منها اقصوصة على لسان أنا الجار
لتجعل منه ذاك المشاغب الّذى يرشق النافذة بالحصى ويتهرب من رنة خلخال انثى يتوق شوقا للقائها .. وتستطرد من خيال أفكارها الوجود او التيه الجسدى لبطل القصيد
تُضْحِكُنيّ طقوس جاري العاطفية
يطرق بابي قبل العَصر و عند كُل عشية ..
تارة يتحجج بإطفاءِ المِصباح
وتارة بأوراق شَجرٍ على السور تُعيق سير الرياح
يسأل عن صحة أُمي
عن أعمار أحفادها الصِغَار.. عن أعمدة الكهرباء..
عن أي شيء يَجعل طَرق باب منزِلنا مُباح
ويُعيده ليُذكرنا
ألاّ ننسى سَكب الماء لعصافير الصباح..
وأنه ربما في حديقتنا اسقط قُفل المفتاح ..
يطرق بابي قبل العَصر و عند كُل عشية ..
تارة يتحجج بإطفاءِ المِصباح
وتارة بأوراق شَجرٍ على السور تُعيق سير الرياح
يسأل عن صحة أُمي
عن أعمار أحفادها الصِغَار.. عن أعمدة الكهرباء..
عن أي شيء يَجعل طَرق باب منزِلنا مُباح
ويُعيده ليُذكرنا
ألاّ ننسى سَكب الماء لعصافير الصباح..
وأنه ربما في حديقتنا اسقط قُفل المفتاح ..
يبدو انه لا النظرة الموضوعية ولا النظرة الذاتية قادرتان على بيان احتواء الاستعارة المنسوبة على لسان الجار الا ان الحوار الذاتى والدّالى كان فى محتواه رسالة فى التصوير الشعرى حيث تدرجت شاعرتنا بنا من سلم تصويرى وايحائى .. كما هو الحال هنا *
تُضْحِكُنيّ طقوس جاري العاطفية * لتجعل له طقوس يومية يمارسها لجلب الانتباه او ربما ليسرق منها نظارتها والاعجاب ..
ونلاحظ فى باقى القصيد ان الاستعارة عند شاعرتنا جمعت بين الذاتى والموضوعى وبين العقلانى والخيالى .. فكانت نتاج تفاعل الخطاب والتساؤل بين غموض ووضوح وبين فكرة وسؤال .. لترسم لنا من خيالها منظور فكرى فى شاعرية جديدة منفردة الكلمة التصوّرية لتحظى بحوار منتسب على لسان الآخر
يَظنُنيّ جاري
امرأة تَهوى فصول ومًقدمات العِشق المسرحية..
وتختتم مسرحية القصيد بظن الجار الّذى كاد يخيب فى فكرها لتصف شخصها بتلك المرأة الّتى تدرك فن المسرح الوجودى فى عالم الحب والعشق
كلمة شكر
شكرا لمن اتاحت لقلمى الابحار بين امواج ابداعها
شكرا شاعرتنا مريم ال ....