مازالت تتوالى النسائم الخفيفة وهي ترشقني بحبات المطر من خلف نافذتي كطفل يعبث بوجهي بأنامله ،
وأنا ساهمة الطرف غير ملتفتة اليه مع شعور خفي بنشوة جراء ذلك العبث الرقيق ،
لكن رمشي لايكاد يريم ،وفي اللواعج تتدافع مشاعر مختلطة.. لا أظنني أتبين موقع نفسي منها .
عندما يغط الفكر عميقا في سَورة سرحانه ،
تنداح الصور بين قبضتي شلال من تيه المشاعر ،مكللة بضباب الرؤى ويتراشق بعض البريق هنا وهناك باضاءات تلقي خيوطها على جوانب من الروح بفيض غامر ،
متضامنة مع تلك الايماضات الخاطفة في سماء ممطرة يعتري سوحها رعد متصل بحنين
لصوت ، لصورة ،لذكرى ، لأشياء لم يصهل بجوفها برق الروح بعد.
كان يوما حافلا بالتعب ،وكأننا لشدة انغماسنا في مشاغلنا قد أعلنَّا جميعا الانقطاع عن الروح الى العمل الحثيث الذي ينبغي أن يؤدى على نحو من الدقة والمسؤولية،
كما لايكون لأي عمل خطير آخرفي هذا اليوم الحاسم .
كنا نعمل تماما كخلية نحل مكتملة كل يؤدي دوره وكل في داخله صخب على طريقته ،
الا ان الجميع يحرص على ان لا يفلت زمام الحذر لصالح شرود ذهني ،
أو حتى انشغال بما تراه الأعين من بوسترات معلقة هنا وهناك على جدران المركز الانتخابي .
وحيث شددنا أحزمة العمل الدؤوب لانجاز مهمة عمرها يوم أو بعض ساعاته.
على رغم الصمت المخيم بظلاله على المكان الا ان بعض الموظفين لايجد ضيرا في ان يطلق مزحة هاهنا او هناك ،
في غرفة مساحتها لاتتجاوز العشرين مترا مربعا تحشوها مقاعد ثمانية نصبت أربعة منها للزوار المراقبين لعملية الانتخاب،
وأربعة اخرى تقاسمها موظفو الغرفة وكنت أنا أحدهم ،
عند الباب يقف رائد .. شاب في مقتبل عمره مرح بشوش فتي .
وبحكم وظيفته التي كانت الوحيدة التي لاتتطلب جهدا اكبر من جهود سواه ،
بل كثيرا مايساعده الناخب في البحث عن اسمه الموجود في ملصق علق على جدار الغرفة من الخارج قرب الباب ،
كنت في غمرة انشغالي تصلني قهقهة منه هنا او هناك وهو يتحدث الى القادمين .
كان فتى وسيما ينبض بالحيوية والاريحية ، بينما بدا المدير رجلا متوفزا وقلقا ، على درجة من الحيطة والانتباه كانه في بلاط امير
سيحتز رأسه للتو ان حانت منه التفاتة غير بنّاءة في سبيل انجاح المحطة الانتخابية التي يديرها ، كان رجلا رياضيا طويل القامة برأس حليقة ،
يرتدي لذلك قبعة بيضاء وصوته الاجش وهو ينادي على هذا او ذاك ،
كنت اهم بالضحك كلما تحدث، تذكرت صيحاته التي كان يطلقها في اثر طلابه والتي اسمعها تنطلق من حنجرته المجهدة مع اول اطلالة الصباح ،
كان معلما رياضيا في مدرسة تلاصق منزلي.
ثمة موظفة معلمة هي الاخرى كبيرة بالعمرلا أدري لم َ يمتلئ صدري بضحكة مكبوتة كلما تطلعت اليها وهي تجلس خلف سجل أوراق الانتخاب تتثاءب على الدوام ،
وقد عنَّ لي من بنات افكاري - التي لاتنثني تشاكسني - أن أضحك بصوت عال كلما لمحتها متثائبة ،
الّا اِن جوّ الوعي يفرض هيبته بقدرٍ ما ، بما لاينصاع معه الوعي لترهات خيال .
كانت أول ارتجافة لأوصالي في المحطة هي اقبالة المدير نحوي وبيده الديوان الملكي الذي لاينبغي لبشر ان يخطئ في املائه،
والخطأ فيما تعلق به ،جريمة يحاسب عليها الدستور والقانون الجديد ،
كان شعورا بالهيبة حقا وانا اتسلمه من يد المدير بيد واثقة خلفها نفس مرتبكة شيئا ، ذلك هو سجل الناخبين .
عندما يكون علينا ان نكون فاننا نخطئ احيانا كثيرة ان نكون ،
ولكن لو تركنا لأنفسنا أن نكون دون تجشم او تكلف فسنكون حتما كما ينبغي ان نكون
لذا حاولت جاهدة ان اعمل بانتباه لتناسي ذلك التهويل من العقاب في حال الخطأ .
وأوحيت لنفسي لأخفف من عبئ التوجس أنني لن أُخطئ ،
فالعمل بسيط جدا ولايستوجب كل ذلك الخوف ،
فقط قليل من الانتباه والخطأ غير وارد كان هذا قبل ان أفتح السجل .
وقع السجل في يدي ورحت اردد على مسمعي ان الخطأ غير وارد ولاينبغي ان يكون مع من هو مثلي ،
عيب عيب يا امرأة ان تخطئي في عمل يجيده طالب بليد حتى ، ورحت اتصفحه .
كانت الرياح تشتد احيانا فتدفع الستائر باتجاه عيني لتخطف مني نظرة سارحة لفكر يغط في التذكر ،
سارقة تلك الظلال الخضراء حيث اقف على نافذتي المطلة على حديقة منزلي .
لا أدري ماجدوى الدهشة عندما يكون على دليل ما في الروح ان يتوقع امرا مرتبطا بها عميقا ،
حتى وان كان الامر مصادفة مثيرة ؟؟
وسيأتي الجواب عاجلا ان جاء المبرر الذي يحتم علينا ان تكبر فغرة في افواهنا لأمر مدهش حقا .
كنت أظنني سأفاجأ بوجود أقارب أو جيران أو اصدقاء او حتى فرد من افراد عائلتي ممن ضمت أوراق السجل اسماءهم .
وهو امر طبيعي بحكم كون المركز واقعا ضمن منطقة سكني،
الامر الذي دفعني للفضول الى تصفح تلك الاوراق وباهتمام ،
نعم مرت امام عيني اسماء لاشخاص كانوا جيرانا يوما او مازالوا ،
الا أنه لادهشة تستوجب ان تحط عند اهتمامي ،
فقط قلِّبي قلِّبي فحرف الميم خط في لوح الوجود ليعتريني روحا تتلبس روحي ،
كنت اقرأ أسماء لمشابهة لأسم (المطر) الذي حط بروحي يوما مقيما
وما انقطع حتى أخْفَتِ ظلٍّ لوجوده،
ويمر بصري مكتحلا بشغف على تلك الاسماء ..
.أقلب الصفحات وأمرّ بطرف اِصبعي عليها أقلِّبها والسماء تصرخ مع الصراخ ثمة بكاء ،
بلل يجتاح الستائر ونشوة تمر كتيار كهربائي مشوبة بحنين لشيء يعتري كل شيء من حولي ،
في الصفحة الثانية عشرة ضرب القلب بقوة وتيبس الريق والشفاه وحطت غمامة سوداء فوق رأسي لتترك لي ارتعاشة ،
لا أدري كيف كنت سأفيق منها كلما كان علي ان ابحث عن اسم ناخب لأجعله يترك توقيعه في السجل قبل ان يدلي بصوته ...
كان اسمه !!!
نعم هو هو اياه ، ماذا؟ ومواليده .
يا الهي !!!!
كيف لهذه السماء ان تقترح علي لقياه بعد كل هذه السنين ؟؟؟
كيف يارب؟
البروق خارجا تتوارث الضياء وتسلم الروح الى باحة ذكرى لاتنفك تعصف كلما مرت بقلب الفقد ،
تبا للسياسيين أمن أجلهم وهنا ، وباسمهم نعود ؟!!
وكيف ذاك ؟ اهطلي اهطلي ايتها السماء ليتخلط الدمع ببكائك والحنين ...
كان الوقت يمرمترقبا معي مجيئه ، لكن كيف سيأتي وهو في بلد آخر،
-لالالا ليس هو
- ماذا؟ لا هو هو اياه لايخطئ القلب التفاتته ،
تركتني بلابلي نفسا مبعثرة ، وكلما اقبل ناخب ارتعدت اوصالي على نحو لا اسيطر عليه ،
وعبثا احاول ، احيانا ألقِّن نفسي أن أكون رابطة واثقة فأحداق المراقبين تتلصص حتى على النظرة
وويحي لو علم هؤلاء ان منتظَري هو ....
يا الهي وانّى لهم ذلك؟
كل شيء مبعثر عندما يكون للسماء أن تتكلم وللرياح أن تعوي في الخارج ، يجب أن تصمت هذي الريح ليصطك سمعها من حكايتي ...
مترقبة ، قلت للحظات وكنت اطمئن نفسي : انه لن يأتي فكيف سألقاه ؟
ولكن كان شوقٌ متَّقدٌ على حافة جهنم الى لحظة تجود به يتلبسني ،
لماذا؟ لا أدري ،
يارب كيف يمكن اقناع هذا الصخب أن يهدأ الآن لأتحاشى خطأً لايغتفر ؟كيف؟ كيف ؟!!
مرت ساعات الصباح وكان الزملاء يتناقشون ، يتحدثون والمدير كان ثرثارهم الاكبر لانه كان عليه ان يتحدث الى الناخبين و الموظفين والمراقبين معا ،
كنت انظر الى الشفاه وقهقهاتها وارى الاقدام تروح وتجيئ وأنا لا اجيد سوى تحويل البصر هنا وهناك والصمت الطويل ،
عند اذان الظهر اقتسم الموظفون التواجد ليتفرغ بعضهم وراء بعض لأداء الصلاة
أما انا فقد لمح المدير الاجهاد الذي اشعر به لذا ترحم علي بفسحة نصف الساعة لأذهب فأرتاح في منزلي الملاصق للمركز .
كنت مترددة بين القبول والرفض ،
ماذا لو جاء (مطري....) وانا لست هنا ؟
وربما قبلت فكرة ان يأتي ولاأراه ،فانا لا اثق بما سيحدث لي ان حدث ما ارتقب وأقبلت السماء بأعاصيرها .
وبعد الحاح كبير من المدير واقناعه اياي بضرورة الراحة قليلا لان بانتظارنا عند المساء عملاً شاقّا،
فامتثلت طلبه ولملمت نفسي لأخرج خارج المركز ، في الشارع كان الطريق يمشي معي بخطوات متثاقلة والفكر مائجة به الخواطر ،
سألت نفسي وأنا أجوز الشريط القاطع للمارة بالقرب من جدار خارجي للمركز :
ان كان هو أتراه يدري ماينتظره الآن؟؟؟ وكيف يدري ؟؟ وماذا لو درى انني هنا ؟؟
جسد يمشي وبلبال حشوه مزاج قلق وحيرة ودهشه ،
تماما كاجتماع رعد وبرق ومطر من جوف سماء واحدة في آنٍ معا .
وصلت المنزل لأتهالك على كرسي في الصالة قرب مكيف الهواء فشعرت بحاجة لاستنشاق نفَسٍ طويل من الأوكسجين
ورغم برودته لكن في جوفي جهنم من أسئلة ومحاولة لأقناع النفس ،
ان الأمر لاشيء سوى محض حلم سأصحو منه على ركلة يطلقها وليدي باتجاه صدري ، وطالما فعلها ، عندما يغادر سريره بسبب برودة جو الغرفة احيانا .
لكن لفحة الشمس في ظهيرة صاخبة وسوط الاسئلة والذهول ما يفتأ يؤكد لي أن الأمر واقع .
نضيت ملابسي عني وغست وجهي بماء بارد لأدس نفسي المتقلقلة في اجواء العائلة .
___ ماما ، عادت ماما
كلمة اظنها أبجدية تعرفها ألسنة العطش في الأرض وهي تستقبل هبات السماء مطرا منهمرا .
بآلية سريعة حضرت غداءً كنت قمت باعداده في وقت مبكر من اليوم .
والتفت حولي اسرتي لنشرع في أحاديث ظننتها انتشلتني من غيبوبة ذهولي لبرهة ،
تناول الجميع طعامهم وكان علي العودة خلال نصف الساعة المقررة .
فكرت عند انتهائي من الغداء الذي لم أتناول منه سوى نصف تفاحة وقدحا من الماء البارد.
فكرت أن أغير ملابسي واجدد
كل شيء حتى الحذاء الذي ارتديه كنت اختار كل شيء مما ارتدي بقصد، على أني سألقاه .
رعشة تعتري اوصالي وانا احظى بقطرة مطر تتسلل الى عنقي خلف نافذتي التي ما ازال ساهمة بازائها .
ذلك الشعور بالحرية من كل قيد عندما يتعرى ابن آدم كيوم ولدته أمه ،
لكن كيف له ان يتحرر من قيود طغاة هم بلابل الافكار كلهم؟
ارتديت ملابسي بتذكر ماتبقى لي من الوقت ، وبسرعة غادرت المنزل .
الناس تتوافد على المركز الانتخابي ببطء ساعة الظهر ومابعده ، كنت امشي تحت سماء تصهل فيها الشمس ، لقد هجم الصيف علينا بكل هذه الطاقة مبكرا هذا العام .
دخلت مسرعة نحو محطتي كجندي يخشى ان يفوته التعداد فيكتب غائبا ،
وعليه ان يتحمل العقاب لذا هرعت الى مقعدي وأنا أسأل :
- هل أقبل المزيد من الناخبين في غيابي؟
- أجاب المدير مادحا :هكذا هو الموظف الحريص .
ليتك أيها المدير تعلم بمائج سفني وقلاقل شوقي المشوب بحيرتي ....كنت أحدث نفسي سارحة فعلا .
ولما لم أجد الأجابة الشافية من المدير ، رحت أقلب اوراق السجل بنهم ، ولم يخطئ قلبي بما يعرقله فكري المشوش لم يخطئ في تذكر رقم الصفحة التي تحمل اسمه ...
مطري
أها ....الحمد لله لم يأتِ بعد وتنفست الصعداء ،
مرت بذهني صورة الطالب الذي ينتظر نتيجة امتحانه ولم يصدق اشاعة تقول انه راسب ، فمازال لديه الأمل أن يحظى بسماع :
مبروك تطلقها حنجرة مهنئة .
لكن ماذا لو أنه لن يأتي؟؟؟ ياااااااه كم هي قاسية حياة أملها خيوط عنكبوت !!!!
ماهي الا دقائق حتى بدأ الناخبون يتوافدون على المحطة من كل صوب بعضهم يسأل عن وجود اسمه هنا في سجل الناخبين،
والبعض الآخر يأتي ليتسلم ورقة الاقتراع واشتد العمل وانغمست فيه على وجل ، وشيء في داخلي يحظني على التركيز رغم كل انشغال للفكر بقصة مجنونة .
كانت زميلتي صاحبة سجل اوراق الاقتراع تتحرك بانتباه وتحاول ان تثير انتباهي ،
فالتفت اليها وكأنني انجدتها ن أشارت لي ان اكلم المدير في ان يأذن لها لتذهب لبعض شأنها ففهمت الاشارة وناديت المدير ،
فاذن لها وجلس مكانها يحدثني كان مازحا وهممت ان اضحك لولا صوت ذلك الفتى ((الناخب ....ميم ))
جواز سفره!!!!!
من يدري الآن ماذا يعتري هذي الروح؟
هل أرفع رأسي ليراني؟
رباااااه ....كيف لأبناء آدم أن يحتملوا كل هذه المفاجئاااات ؟!!
وجدتني كمر البرق أخطف الجواز لاضمه الى صدري
وأنا أدس رأسي في السجل متظاهرة بحثي عن اسم صاحب الجواز ،
يانفس هل يقبع الألم كأسطورة لاتنسى
ثم يهيج بأهله كانهيار حلم ؟
شيء ما كان بداخلي يعمل بآلية ويوحي لي أن افعلي كذا كذا ،
والآن : ارفعي رأسك وانظري انظري انظري
كان هو الآخر لم يلتفت لوجهي المندس بذلك السجل لكن اهتمامه كأي مستطرق باحث عن اسمه ،
رعد والسماء تتصدع
والأطفال مرتعبون يبحثون عن حضني ، وأنا هنا في حضن أسى شفيف ....
رفع رأسه فالتقت عيوننا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- دكتوووووووووووور.........
- معقووووووووووولة؟
كان الوجوم والصمت يلقيان بظلالهما على المكان ، ويكأن المحطة كانت تمشي في قاطرة سريعا وتوقفت فجأة !!!!
فتوجس الراكبون متسائلين .
قلب يدق بشدة ، لا كأي زلزال ،
عينان ترتجف النظرة فيهما لا كأي تعرج لشلال ماء مندفق من أعالي جبال ،
أوصال مرتعدة كما لو أن حكما صارما ينفذ فيها ، ربااااه
نعم أنت هنا والان
نعم حبيبي ذاك
انهى عملية تصويته ...
وعند كل مقعد يلتفت وعيناي متسمرتان محدقتان في خيوط بيضاء لاحت بعارضيه جعلته أشد وسامة ،
وتركت لي أشد حسرة ،وفي طيات الحدث كان يستديرنحوي ويسترق النظر ببسمة مزاجها دهشة وسؤال
لا ، ربما كنت أنا من يسأل عن اشياء واشياء وخطوط وتقاطعات عن ضحكات ، وحكاية رعشة ضمتني اليه في موعد مطر!!!!
عندما كنت اراقب عينيه وهو يحكي لي تلك القصة وانا استرق النظر لتلكما الشفتين المنغمستين في بؤرة القصة.
كان يستدير نحوي عند كل محطة وكأنه يريد أن يصدِّقَ أنني هنا
عاد ليسلم علي بنظرة أودعتني عظيم الحسرات فأوصيته شيئا ،
ياللاقدار!!! لاتضعيني مجددا يتوسلك قلبي ...راقبني عن بعد ستراني ليلى التي عزت بعد قيس على كل طارق ....
بتلقائية كأنّ المسافات بيننا لم تحشر أنفها فتجتث جذور حكاية هي الازميل الذي حفر في القلب حبا ... جنونا ... جراحا ,,,وحرائق
لمحت وقوفه لجزء من الثانية قربي وكأنه رافض فكرة الخروج ، وأنا أسبره روحا .
ترى هل لمح ذلك الخاتم الذهبي في يدي ؟؟؟
لقد وشيتْ به زفرة أطلقها .....أو هكذا خيل لي وفائي لحبه الذي هدَّني ومازلت أحياه حتى بعد سبعة عشر عاما
حيث شاخ جنين الحب في رحمه .
تهطل الغيوم وتطلق جرارها نحو عطش الأرض لترسل أجنة زهور صفراء ،
وعلى صراخ الأطفال بين خوف من الرعد وفرحة غامرة بهطول المطر ، كنت مبعثرة أشلاااااااء
نحن هنا والآآآن.
عدل سابقا من قبل ح م د. العسكري في الإثنين فبراير 16, 2015 12:24 am عدل 2 مرات
وأنا ساهمة الطرف غير ملتفتة اليه مع شعور خفي بنشوة جراء ذلك العبث الرقيق ،
لكن رمشي لايكاد يريم ،وفي اللواعج تتدافع مشاعر مختلطة.. لا أظنني أتبين موقع نفسي منها .
عندما يغط الفكر عميقا في سَورة سرحانه ،
تنداح الصور بين قبضتي شلال من تيه المشاعر ،مكللة بضباب الرؤى ويتراشق بعض البريق هنا وهناك باضاءات تلقي خيوطها على جوانب من الروح بفيض غامر ،
متضامنة مع تلك الايماضات الخاطفة في سماء ممطرة يعتري سوحها رعد متصل بحنين
لصوت ، لصورة ،لذكرى ، لأشياء لم يصهل بجوفها برق الروح بعد.
كان يوما حافلا بالتعب ،وكأننا لشدة انغماسنا في مشاغلنا قد أعلنَّا جميعا الانقطاع عن الروح الى العمل الحثيث الذي ينبغي أن يؤدى على نحو من الدقة والمسؤولية،
كما لايكون لأي عمل خطير آخرفي هذا اليوم الحاسم .
كنا نعمل تماما كخلية نحل مكتملة كل يؤدي دوره وكل في داخله صخب على طريقته ،
الا ان الجميع يحرص على ان لا يفلت زمام الحذر لصالح شرود ذهني ،
أو حتى انشغال بما تراه الأعين من بوسترات معلقة هنا وهناك على جدران المركز الانتخابي .
وحيث شددنا أحزمة العمل الدؤوب لانجاز مهمة عمرها يوم أو بعض ساعاته.
على رغم الصمت المخيم بظلاله على المكان الا ان بعض الموظفين لايجد ضيرا في ان يطلق مزحة هاهنا او هناك ،
في غرفة مساحتها لاتتجاوز العشرين مترا مربعا تحشوها مقاعد ثمانية نصبت أربعة منها للزوار المراقبين لعملية الانتخاب،
وأربعة اخرى تقاسمها موظفو الغرفة وكنت أنا أحدهم ،
عند الباب يقف رائد .. شاب في مقتبل عمره مرح بشوش فتي .
وبحكم وظيفته التي كانت الوحيدة التي لاتتطلب جهدا اكبر من جهود سواه ،
بل كثيرا مايساعده الناخب في البحث عن اسمه الموجود في ملصق علق على جدار الغرفة من الخارج قرب الباب ،
كنت في غمرة انشغالي تصلني قهقهة منه هنا او هناك وهو يتحدث الى القادمين .
كان فتى وسيما ينبض بالحيوية والاريحية ، بينما بدا المدير رجلا متوفزا وقلقا ، على درجة من الحيطة والانتباه كانه في بلاط امير
سيحتز رأسه للتو ان حانت منه التفاتة غير بنّاءة في سبيل انجاح المحطة الانتخابية التي يديرها ، كان رجلا رياضيا طويل القامة برأس حليقة ،
يرتدي لذلك قبعة بيضاء وصوته الاجش وهو ينادي على هذا او ذاك ،
كنت اهم بالضحك كلما تحدث، تذكرت صيحاته التي كان يطلقها في اثر طلابه والتي اسمعها تنطلق من حنجرته المجهدة مع اول اطلالة الصباح ،
كان معلما رياضيا في مدرسة تلاصق منزلي.
ثمة موظفة معلمة هي الاخرى كبيرة بالعمرلا أدري لم َ يمتلئ صدري بضحكة مكبوتة كلما تطلعت اليها وهي تجلس خلف سجل أوراق الانتخاب تتثاءب على الدوام ،
وقد عنَّ لي من بنات افكاري - التي لاتنثني تشاكسني - أن أضحك بصوت عال كلما لمحتها متثائبة ،
الّا اِن جوّ الوعي يفرض هيبته بقدرٍ ما ، بما لاينصاع معه الوعي لترهات خيال .
كانت أول ارتجافة لأوصالي في المحطة هي اقبالة المدير نحوي وبيده الديوان الملكي الذي لاينبغي لبشر ان يخطئ في املائه،
والخطأ فيما تعلق به ،جريمة يحاسب عليها الدستور والقانون الجديد ،
كان شعورا بالهيبة حقا وانا اتسلمه من يد المدير بيد واثقة خلفها نفس مرتبكة شيئا ، ذلك هو سجل الناخبين .
عندما يكون علينا ان نكون فاننا نخطئ احيانا كثيرة ان نكون ،
ولكن لو تركنا لأنفسنا أن نكون دون تجشم او تكلف فسنكون حتما كما ينبغي ان نكون
لذا حاولت جاهدة ان اعمل بانتباه لتناسي ذلك التهويل من العقاب في حال الخطأ .
وأوحيت لنفسي لأخفف من عبئ التوجس أنني لن أُخطئ ،
فالعمل بسيط جدا ولايستوجب كل ذلك الخوف ،
فقط قليل من الانتباه والخطأ غير وارد كان هذا قبل ان أفتح السجل .
وقع السجل في يدي ورحت اردد على مسمعي ان الخطأ غير وارد ولاينبغي ان يكون مع من هو مثلي ،
عيب عيب يا امرأة ان تخطئي في عمل يجيده طالب بليد حتى ، ورحت اتصفحه .
كانت الرياح تشتد احيانا فتدفع الستائر باتجاه عيني لتخطف مني نظرة سارحة لفكر يغط في التذكر ،
سارقة تلك الظلال الخضراء حيث اقف على نافذتي المطلة على حديقة منزلي .
لا أدري ماجدوى الدهشة عندما يكون على دليل ما في الروح ان يتوقع امرا مرتبطا بها عميقا ،
حتى وان كان الامر مصادفة مثيرة ؟؟
وسيأتي الجواب عاجلا ان جاء المبرر الذي يحتم علينا ان تكبر فغرة في افواهنا لأمر مدهش حقا .
كنت أظنني سأفاجأ بوجود أقارب أو جيران أو اصدقاء او حتى فرد من افراد عائلتي ممن ضمت أوراق السجل اسماءهم .
وهو امر طبيعي بحكم كون المركز واقعا ضمن منطقة سكني،
الامر الذي دفعني للفضول الى تصفح تلك الاوراق وباهتمام ،
نعم مرت امام عيني اسماء لاشخاص كانوا جيرانا يوما او مازالوا ،
الا أنه لادهشة تستوجب ان تحط عند اهتمامي ،
فقط قلِّبي قلِّبي فحرف الميم خط في لوح الوجود ليعتريني روحا تتلبس روحي ،
كنت اقرأ أسماء لمشابهة لأسم (المطر) الذي حط بروحي يوما مقيما
وما انقطع حتى أخْفَتِ ظلٍّ لوجوده،
ويمر بصري مكتحلا بشغف على تلك الاسماء ..
.أقلب الصفحات وأمرّ بطرف اِصبعي عليها أقلِّبها والسماء تصرخ مع الصراخ ثمة بكاء ،
بلل يجتاح الستائر ونشوة تمر كتيار كهربائي مشوبة بحنين لشيء يعتري كل شيء من حولي ،
في الصفحة الثانية عشرة ضرب القلب بقوة وتيبس الريق والشفاه وحطت غمامة سوداء فوق رأسي لتترك لي ارتعاشة ،
لا أدري كيف كنت سأفيق منها كلما كان علي ان ابحث عن اسم ناخب لأجعله يترك توقيعه في السجل قبل ان يدلي بصوته ...
كان اسمه !!!
نعم هو هو اياه ، ماذا؟ ومواليده .
يا الهي !!!!
كيف لهذه السماء ان تقترح علي لقياه بعد كل هذه السنين ؟؟؟
كيف يارب؟
البروق خارجا تتوارث الضياء وتسلم الروح الى باحة ذكرى لاتنفك تعصف كلما مرت بقلب الفقد ،
تبا للسياسيين أمن أجلهم وهنا ، وباسمهم نعود ؟!!
وكيف ذاك ؟ اهطلي اهطلي ايتها السماء ليتخلط الدمع ببكائك والحنين ...
كان الوقت يمرمترقبا معي مجيئه ، لكن كيف سيأتي وهو في بلد آخر،
-لالالا ليس هو
- ماذا؟ لا هو هو اياه لايخطئ القلب التفاتته ،
تركتني بلابلي نفسا مبعثرة ، وكلما اقبل ناخب ارتعدت اوصالي على نحو لا اسيطر عليه ،
وعبثا احاول ، احيانا ألقِّن نفسي أن أكون رابطة واثقة فأحداق المراقبين تتلصص حتى على النظرة
وويحي لو علم هؤلاء ان منتظَري هو ....
يا الهي وانّى لهم ذلك؟
كل شيء مبعثر عندما يكون للسماء أن تتكلم وللرياح أن تعوي في الخارج ، يجب أن تصمت هذي الريح ليصطك سمعها من حكايتي ...
مترقبة ، قلت للحظات وكنت اطمئن نفسي : انه لن يأتي فكيف سألقاه ؟
ولكن كان شوقٌ متَّقدٌ على حافة جهنم الى لحظة تجود به يتلبسني ،
لماذا؟ لا أدري ،
يارب كيف يمكن اقناع هذا الصخب أن يهدأ الآن لأتحاشى خطأً لايغتفر ؟كيف؟ كيف ؟!!
مرت ساعات الصباح وكان الزملاء يتناقشون ، يتحدثون والمدير كان ثرثارهم الاكبر لانه كان عليه ان يتحدث الى الناخبين و الموظفين والمراقبين معا ،
كنت انظر الى الشفاه وقهقهاتها وارى الاقدام تروح وتجيئ وأنا لا اجيد سوى تحويل البصر هنا وهناك والصمت الطويل ،
عند اذان الظهر اقتسم الموظفون التواجد ليتفرغ بعضهم وراء بعض لأداء الصلاة
أما انا فقد لمح المدير الاجهاد الذي اشعر به لذا ترحم علي بفسحة نصف الساعة لأذهب فأرتاح في منزلي الملاصق للمركز .
كنت مترددة بين القبول والرفض ،
ماذا لو جاء (مطري....) وانا لست هنا ؟
وربما قبلت فكرة ان يأتي ولاأراه ،فانا لا اثق بما سيحدث لي ان حدث ما ارتقب وأقبلت السماء بأعاصيرها .
وبعد الحاح كبير من المدير واقناعه اياي بضرورة الراحة قليلا لان بانتظارنا عند المساء عملاً شاقّا،
فامتثلت طلبه ولملمت نفسي لأخرج خارج المركز ، في الشارع كان الطريق يمشي معي بخطوات متثاقلة والفكر مائجة به الخواطر ،
سألت نفسي وأنا أجوز الشريط القاطع للمارة بالقرب من جدار خارجي للمركز :
ان كان هو أتراه يدري ماينتظره الآن؟؟؟ وكيف يدري ؟؟ وماذا لو درى انني هنا ؟؟
جسد يمشي وبلبال حشوه مزاج قلق وحيرة ودهشه ،
تماما كاجتماع رعد وبرق ومطر من جوف سماء واحدة في آنٍ معا .
وصلت المنزل لأتهالك على كرسي في الصالة قرب مكيف الهواء فشعرت بحاجة لاستنشاق نفَسٍ طويل من الأوكسجين
ورغم برودته لكن في جوفي جهنم من أسئلة ومحاولة لأقناع النفس ،
ان الأمر لاشيء سوى محض حلم سأصحو منه على ركلة يطلقها وليدي باتجاه صدري ، وطالما فعلها ، عندما يغادر سريره بسبب برودة جو الغرفة احيانا .
لكن لفحة الشمس في ظهيرة صاخبة وسوط الاسئلة والذهول ما يفتأ يؤكد لي أن الأمر واقع .
نضيت ملابسي عني وغست وجهي بماء بارد لأدس نفسي المتقلقلة في اجواء العائلة .
___ ماما ، عادت ماما
كلمة اظنها أبجدية تعرفها ألسنة العطش في الأرض وهي تستقبل هبات السماء مطرا منهمرا .
بآلية سريعة حضرت غداءً كنت قمت باعداده في وقت مبكر من اليوم .
والتفت حولي اسرتي لنشرع في أحاديث ظننتها انتشلتني من غيبوبة ذهولي لبرهة ،
تناول الجميع طعامهم وكان علي العودة خلال نصف الساعة المقررة .
فكرت عند انتهائي من الغداء الذي لم أتناول منه سوى نصف تفاحة وقدحا من الماء البارد.
فكرت أن أغير ملابسي واجدد
كل شيء حتى الحذاء الذي ارتديه كنت اختار كل شيء مما ارتدي بقصد، على أني سألقاه .
رعشة تعتري اوصالي وانا احظى بقطرة مطر تتسلل الى عنقي خلف نافذتي التي ما ازال ساهمة بازائها .
ذلك الشعور بالحرية من كل قيد عندما يتعرى ابن آدم كيوم ولدته أمه ،
لكن كيف له ان يتحرر من قيود طغاة هم بلابل الافكار كلهم؟
ارتديت ملابسي بتذكر ماتبقى لي من الوقت ، وبسرعة غادرت المنزل .
الناس تتوافد على المركز الانتخابي ببطء ساعة الظهر ومابعده ، كنت امشي تحت سماء تصهل فيها الشمس ، لقد هجم الصيف علينا بكل هذه الطاقة مبكرا هذا العام .
دخلت مسرعة نحو محطتي كجندي يخشى ان يفوته التعداد فيكتب غائبا ،
وعليه ان يتحمل العقاب لذا هرعت الى مقعدي وأنا أسأل :
- هل أقبل المزيد من الناخبين في غيابي؟
- أجاب المدير مادحا :هكذا هو الموظف الحريص .
ليتك أيها المدير تعلم بمائج سفني وقلاقل شوقي المشوب بحيرتي ....كنت أحدث نفسي سارحة فعلا .
ولما لم أجد الأجابة الشافية من المدير ، رحت أقلب اوراق السجل بنهم ، ولم يخطئ قلبي بما يعرقله فكري المشوش لم يخطئ في تذكر رقم الصفحة التي تحمل اسمه ...
مطري
أها ....الحمد لله لم يأتِ بعد وتنفست الصعداء ،
مرت بذهني صورة الطالب الذي ينتظر نتيجة امتحانه ولم يصدق اشاعة تقول انه راسب ، فمازال لديه الأمل أن يحظى بسماع :
مبروك تطلقها حنجرة مهنئة .
لكن ماذا لو أنه لن يأتي؟؟؟ ياااااااه كم هي قاسية حياة أملها خيوط عنكبوت !!!!
ماهي الا دقائق حتى بدأ الناخبون يتوافدون على المحطة من كل صوب بعضهم يسأل عن وجود اسمه هنا في سجل الناخبين،
والبعض الآخر يأتي ليتسلم ورقة الاقتراع واشتد العمل وانغمست فيه على وجل ، وشيء في داخلي يحظني على التركيز رغم كل انشغال للفكر بقصة مجنونة .
كانت زميلتي صاحبة سجل اوراق الاقتراع تتحرك بانتباه وتحاول ان تثير انتباهي ،
فالتفت اليها وكأنني انجدتها ن أشارت لي ان اكلم المدير في ان يأذن لها لتذهب لبعض شأنها ففهمت الاشارة وناديت المدير ،
فاذن لها وجلس مكانها يحدثني كان مازحا وهممت ان اضحك لولا صوت ذلك الفتى ((الناخب ....ميم ))
جواز سفره!!!!!
من يدري الآن ماذا يعتري هذي الروح؟
هل أرفع رأسي ليراني؟
رباااااه ....كيف لأبناء آدم أن يحتملوا كل هذه المفاجئاااات ؟!!
وجدتني كمر البرق أخطف الجواز لاضمه الى صدري
وأنا أدس رأسي في السجل متظاهرة بحثي عن اسم صاحب الجواز ،
يانفس هل يقبع الألم كأسطورة لاتنسى
ثم يهيج بأهله كانهيار حلم ؟
شيء ما كان بداخلي يعمل بآلية ويوحي لي أن افعلي كذا كذا ،
والآن : ارفعي رأسك وانظري انظري انظري
كان هو الآخر لم يلتفت لوجهي المندس بذلك السجل لكن اهتمامه كأي مستطرق باحث عن اسمه ،
رعد والسماء تتصدع
والأطفال مرتعبون يبحثون عن حضني ، وأنا هنا في حضن أسى شفيف ....
رفع رأسه فالتقت عيوننا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- دكتوووووووووووور.........
- معقووووووووووولة؟
كان الوجوم والصمت يلقيان بظلالهما على المكان ، ويكأن المحطة كانت تمشي في قاطرة سريعا وتوقفت فجأة !!!!
فتوجس الراكبون متسائلين .
قلب يدق بشدة ، لا كأي زلزال ،
عينان ترتجف النظرة فيهما لا كأي تعرج لشلال ماء مندفق من أعالي جبال ،
أوصال مرتعدة كما لو أن حكما صارما ينفذ فيها ، ربااااه
نعم أنت هنا والان
نعم حبيبي ذاك
انهى عملية تصويته ...
وعند كل مقعد يلتفت وعيناي متسمرتان محدقتان في خيوط بيضاء لاحت بعارضيه جعلته أشد وسامة ،
وتركت لي أشد حسرة ،وفي طيات الحدث كان يستديرنحوي ويسترق النظر ببسمة مزاجها دهشة وسؤال
لا ، ربما كنت أنا من يسأل عن اشياء واشياء وخطوط وتقاطعات عن ضحكات ، وحكاية رعشة ضمتني اليه في موعد مطر!!!!
عندما كنت اراقب عينيه وهو يحكي لي تلك القصة وانا استرق النظر لتلكما الشفتين المنغمستين في بؤرة القصة.
كان يستدير نحوي عند كل محطة وكأنه يريد أن يصدِّقَ أنني هنا
عاد ليسلم علي بنظرة أودعتني عظيم الحسرات فأوصيته شيئا ،
ياللاقدار!!! لاتضعيني مجددا يتوسلك قلبي ...راقبني عن بعد ستراني ليلى التي عزت بعد قيس على كل طارق ....
بتلقائية كأنّ المسافات بيننا لم تحشر أنفها فتجتث جذور حكاية هي الازميل الذي حفر في القلب حبا ... جنونا ... جراحا ,,,وحرائق
لمحت وقوفه لجزء من الثانية قربي وكأنه رافض فكرة الخروج ، وأنا أسبره روحا .
ترى هل لمح ذلك الخاتم الذهبي في يدي ؟؟؟
لقد وشيتْ به زفرة أطلقها .....أو هكذا خيل لي وفائي لحبه الذي هدَّني ومازلت أحياه حتى بعد سبعة عشر عاما
حيث شاخ جنين الحب في رحمه .
تهطل الغيوم وتطلق جرارها نحو عطش الأرض لترسل أجنة زهور صفراء ،
وعلى صراخ الأطفال بين خوف من الرعد وفرحة غامرة بهطول المطر ، كنت مبعثرة أشلاااااااء
نحن هنا والآآآن.
عدل سابقا من قبل ح م د. العسكري في الإثنين فبراير 16, 2015 12:24 am عدل 2 مرات