<p>
عبور ،،،
كانت أمطار اللهفة هي ما تروي أشجار اشتياقها حين تهطل من عينيها فتكاد تطمس ملامح الربيع في وجهها و هي ترجوه أن يفسح لروحها مكانا بين كثير من متعلقات تزدحم بها حقيبة سفره.. بعد دقائق ستفصلها عنه أمواج باردة لا تشبه من عينيها سوى زرقة جزيرتها
أ كان حتما أن يصطدم نجمه بأرضها و هي التي نأت عن بحار الحياة و اكتفت منها بالجلوس إلى الشاطىء تبني من الأحلام ما يسخر الموج دائما منه فيبتلعه بلا هوادة و لا رحمة .. هو نفس القدر الذي يعاود المرور بشاطئها و يمد يديه الوحشيتين ليمحو كل ما تخطه ..
أ كان لهذا القدر قلب و هو يرسم ملامح اللقاء و يمدد أشجار الوقت بينهما لتستظل بها تلك الأرواح التي طالما ألهبها عجز الشمس عن التحكم في فوران قلبها فتحرق كل ما يصادفها .. لم َ منحها القدر تلك العينين اللتين لم ترصدا من حركة الأفلاك حولهما سوى حركة شفتيه والحروف تخرج منهما نورا يرسم دروبا معبدة بحلم اللقاء ، مظللة بأشجار التمني و الوعد بأن ينفض عن أرض الوجع متاعبها .. و عن الوجه الشاحب آلامه و لكن كيف وأرض الوطن باتت عاقرا لا تنجب من الأحلام إلا أبعدها عن أيدي العاشقين للحلم ...
كانت بحار دهشتها تتسع كلما مرت بها سفن أحلامه من أي عوالم أتاها هذا الغازي لما تبقى من لحظات عمرها المتجمدة أيامه .. وأي لهفة تتسع في عينيها حين يلتقيا ؟ و تلك رعشة ترتجف لها روحها حين تجاوره؟ وماذا تسمي هذا الشوق الذي ينمو بين كفيها الباردتين حين تلامس يديه ؟ كان صمت عروقها حين يظهر من بعيد يصمت كل شيء فيها فلا تكاد تسمع حتى وقع أنفاسها...
قسمات الفرح التي تفتحت على وجهه و هو يبلغها بحتمية العبور وحيدا نحو الشاطىء الآخر و براعم وعد بسرمدية العودة رسمها بين كفيها .. أضواء هذا العالم البعيد التي لمحتها تتلألأ بقوة في عينيه و أشاعت الضباب فوق مرايا النظرات.. قسمت ظهر كل حروف اللغة فتوقف الصمت في حلقها ليمسك بكل فواصل الكلام فما كان للنطق هنا مكان ..
لحظات الوداع ما أقسى أن تقتات نبتاتها على روح افترشها الألم و أن تزهر ورد الوجع على الشفاه و بين العيون و يد تغرس كل الشوق في كف متلهف على اللحاق بدرب الرحيل .. تودع سريعا وجه الربيع المغرق في أمطار حزنه ... تستند إلى حقيبة سفر زاهية اللون و تلتفت لتمسك بيد ربيع جديد
؛
عايده
15-12-2010
كانت أمطار اللهفة هي ما تروي أشجار اشتياقها حين تهطل من عينيها فتكاد تطمس ملامح الربيع في وجهها و هي ترجوه أن يفسح لروحها مكانا بين كثير من متعلقات تزدحم بها حقيبة سفره.. بعد دقائق ستفصلها عنه أمواج باردة لا تشبه من عينيها سوى زرقة جزيرتها
أ كان حتما أن يصطدم نجمه بأرضها و هي التي نأت عن بحار الحياة و اكتفت منها بالجلوس إلى الشاطىء تبني من الأحلام ما يسخر الموج دائما منه فيبتلعه بلا هوادة و لا رحمة .. هو نفس القدر الذي يعاود المرور بشاطئها و يمد يديه الوحشيتين ليمحو كل ما تخطه ..
أ كان لهذا القدر قلب و هو يرسم ملامح اللقاء و يمدد أشجار الوقت بينهما لتستظل بها تلك الأرواح التي طالما ألهبها عجز الشمس عن التحكم في فوران قلبها فتحرق كل ما يصادفها .. لم َ منحها القدر تلك العينين اللتين لم ترصدا من حركة الأفلاك حولهما سوى حركة شفتيه والحروف تخرج منهما نورا يرسم دروبا معبدة بحلم اللقاء ، مظللة بأشجار التمني و الوعد بأن ينفض عن أرض الوجع متاعبها .. و عن الوجه الشاحب آلامه و لكن كيف وأرض الوطن باتت عاقرا لا تنجب من الأحلام إلا أبعدها عن أيدي العاشقين للحلم ...
كانت بحار دهشتها تتسع كلما مرت بها سفن أحلامه من أي عوالم أتاها هذا الغازي لما تبقى من لحظات عمرها المتجمدة أيامه .. وأي لهفة تتسع في عينيها حين يلتقيا ؟ و تلك رعشة ترتجف لها روحها حين تجاوره؟ وماذا تسمي هذا الشوق الذي ينمو بين كفيها الباردتين حين تلامس يديه ؟ كان صمت عروقها حين يظهر من بعيد يصمت كل شيء فيها فلا تكاد تسمع حتى وقع أنفاسها...
قسمات الفرح التي تفتحت على وجهه و هو يبلغها بحتمية العبور وحيدا نحو الشاطىء الآخر و براعم وعد بسرمدية العودة رسمها بين كفيها .. أضواء هذا العالم البعيد التي لمحتها تتلألأ بقوة في عينيه و أشاعت الضباب فوق مرايا النظرات.. قسمت ظهر كل حروف اللغة فتوقف الصمت في حلقها ليمسك بكل فواصل الكلام فما كان للنطق هنا مكان ..
لحظات الوداع ما أقسى أن تقتات نبتاتها على روح افترشها الألم و أن تزهر ورد الوجع على الشفاه و بين العيون و يد تغرس كل الشوق في كف متلهف على اللحاق بدرب الرحيل .. تودع سريعا وجه الربيع المغرق في أمطار حزنه ... تستند إلى حقيبة سفر زاهية اللون و تلتفت لتمسك بيد ربيع جديد
؛
عايده
15-12-2010