عتابٌ لهيلين
كلما قرأت
هذه القصيدة على أحدٍ بكى, وحين سمعتها هيلين بكت ثلاث ليالٍ وثلاثة أيام ٍ حسوما,
ثم قالتْ: والله إني لن أجد عافية ً بعد اليوم.
هيلين ماذا ترتجينَ
وقد وهبتك كلَّ شىءْ؟!!
أعطيتك فرحي وآمالي
وأزهاراً من الحبِّ المعتق
في عميق
الذاكرة ْ..
أعطيتك قلبي على طبق ٍ من الأحلام ِ
في زمن العواصف والثلوجْ..
ووضعته بين يديكْ..
فأخذتِ تغتالينه طعنا بسكين العتابْ..
هيلين ماذا ترتجينْ؟!!!
لم يبقَ في هذا الكيان الأجوف الخاوي
سوى حزن ٍ وبؤس ٍ
وانكساراتٍ ويأس ٍ
وانتظار ٍ للرحيلْ..
هيلين ..
إني قد وهبتك كلما تحتاجه الأنثى
لماذا تنكرينْ..
أن العتاب يهدُّني
ومتاهة النكران تأخذ بعض أيامي
وتقترب الحكاية من نهايتها..
فإذا رحلتُ ستذكرين حكايتي
وستحزنينْ..
وستنظرين إلى مكاني خالياً
فستعزفين عن السرير وتندمينْ..
وستعلمين بأن كل الراحلين إلى الترابْ..
يتصالحون مع التراب ِ
فلا ذهابَ ولا إيابْ..
وستندمين على لحيظاتٍ
قضيناها على جمر الخصامْ..
فلماذا يا هيلين لا تتلذذين بعودتي
عند
المساءْ..
حين ترين على الزجاجات الجميلة
ضوء مركبتي..
يتسارع الأطفال في لهفٍ إلى سيارتي
ليروا هداياهم
وأنت تبسمينْ..
أوَ لم يكن هذا هو المعنى الذي تحتاجه
كل النساءْ؟؟؟
إن انتظارك عودتي معنىً جميلْ..
فعليك أن لا تحزني
إن غبت بعض الوقت
في عملٍ وفي لهو ٍ وفي عبث الكلامْ..
لا بد للأشواق ِ
من سفر ٍ يحركها
وللعشاق ِ
من بعض انتظارْ..
قد يأتي يوم لا انتظار فيه
إن سافرتُ نحو نهايتي
ولم تعودي ترقبين الضوءَ
من شجج ِ النوافذ في المساءْ..
وأيُّ معنىً للحياة ْ...
إن لم يعد في البيتِ
إلا بعض أشيائي التي صعب التخلص
من بقاياها
وأنتِ تسفحين الدمع
حين ترين بدلاتي مدلاةٍ تحنُّ لموعدي
وترين أحزمتي
وأربطة العنق الجميلة في انتظاري
هدها الصبر وأعياها
فباتت في فضاء الصمت تلتحف الغبارْ..
وتنام أوراقي
وتسكن في الفراغ حقائبي
ألوانها بهتت
وغطاها الغبار.